حال أي: ملتمسا بالحق «إِذْ قَرَّبا قُرْباناً» إذ ظرف لما مضى من الزمن متعلق بنبإ والجملة الفعلية من الفعل والفاعل والمفعول به بعده في محل جر بالإضافة «فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما» الجار والمجرور متعلقان بالفعل المبني للمجهول قبلهما والجملة معطوفة بالفاء. «وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ» عطف على الجملة قبلها «قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ» اللام موطئة للقسم فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والكاف مفعوله والجملة جواب قسم مقدر لا محل لها وفعل القسم المقدر وجوابه مقول القول «قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ» الجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما ولفظ الجلالة فاعله وإنما كافة ومكفوفة والجملة مقول القول. «لَئِنْ بَسَطْتَ» اللام موطئة للقسم وإن شرطية جازمة وبسط فعل ماض في محل جزم فعل الشرط. «يَدَكَ» مفعوله «إِلَيَّ» متعلقان بالفعل والجملة مستأنفة «لِتَقْتُلَنِي» اللام لام التعليل والمصدر المؤول من أن المضمرة بعد لام التعليل والفعل المضارع المنصوب بها في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان ببسطت وياء المتكلم مفعول به «ما أَنَا بِباسِطٍ» ما نافية تعمل ليس أنا اسمها بباسط الباء حرف جر زائد في خبرها «باسط» اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه خبر «يَدِيَ» مفعول به لاسم الفاعل باسط «إِلَيْكَ» متعلقان باسم الفاعل «لِأَقْتُلَكَ» المصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل جر بحرف الجر وهما متعلقان بباسط والجملة جواب القسم لا محل لها وقد أغنى عن جواب الشرط المحذوف «إِنِّي أَخافُ اللَّهَ» إن واسمها والجملة خبرها «رَبَّ» بدل المفعول به الله «الْعالَمِينَ» مضاف إليه مجرور والجملة تعليلية لا محل لها.
[سورة المائدة (5) : الآيات 29 الى 30]
إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ (30)
«إِنِّي أُرِيدُ» إن واسمها وجملة «أُرِيدُ» خبرها «أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي» الجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما والمصدر المؤول من أن والفعل مفعول تريد «وَإِثْمِكَ» عطف على إثمي «فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ» الجار والمجرور من أصحاب متعلقان بمحذوف خبر الفعل المضارع الناقص تكون واسمها ضمير مستتر تقديره أنت والجملة معطوفة ع
إعراب القرآن للنحاس
[سورة المائدة (5) : آية 29]
إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (29)
إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ يقال: كيف يريد المؤمن هذا؟ ففي هذا قولان:
محمد بن يزيد: هذا مجاز لمّا كان المؤمن يريد الثواب ولا يبسط يده بالقتل كان بمنزلة من يريد هذا، والجواب الآخر أنه حقيقة لأنه لما قال له: لأقتلنّك استوجب النار بهذا فقد أراد الله تعالى أن يكون من أهل النار فعلى المؤمنين أن يريدوا ذلك فأما معنى بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فمن أحسن ما قيل فيه- وهو مذهب سيبويه «1» - أنّ المعنى بإثمنا لأن المصدر يضاف إلى الفاعل والمفعول، وحكى سيبويه: المال بيني وبينك أي بيننا، وأنشد: [الوافر] 120-
فأيّي ما وأيّك كان شرّا «2»
أي فأيّنا، ويجوز أن يكون بإثمي بإثم قولك لي لأقتلنك، ويجوز أن يكون المعنى بإثم قتلي إن قتلتني. فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ عطف. وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ ابتداء وخبر.
[سورة المائدة (5) : الآيات 30 الى 31]
فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)
وقرأ أبو واقد فطاوعت له نفسه «3» .
قال أبو جعفر: هذا بعيد لأنه إنما يقال: طاوعته نفسه.
فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ أي أحدث له شهوة في هذا لِيُرِيَهُ لام كي يكون لما آل أمره إلى هذا كان كأنه فعله ليريه، ويجوز أن يكون المعنى ليريه الله، وإن خفّفت الهمزة قلت: سوّة. يا وَيْلَتى «4» الأصل: يا ويلتي ثم أبدل من الياء ألفا. وقرأ الحسن يا ويلتي «5» بالياء. والأول أفصح لأن حذف الياء في النداء أكثر. ومذهب
__________
(1) انظر الكتاب 2/ 421.
(2) الشاهد لعباس بن مرداس في الكتاب 2/ 422، وهو في ديوانه ص 148، وخزانة الأدب 4/ 367، وذيل الأمالي ص 60، وشرح أبيات سيبويه 2/ 93، وشرح ديوان زهير 113، وشرح المفصّل 2/ 131، ولسان العرب (قوم) . وعجزه:
«فسيق إلى المقامة لا يراها»
(3) هذه قراءة الحسن بن عمران والجراح ورويت عن الحسن، انظر المحتسب 1/ 209.
(4) قرأ الجمهور (يا ويلتا) بألف بعد التاء، وهي