[سورة الأنعام (6) : آية 146]
وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلاَّ ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (146)
«وَعَلَى الَّذِينَ» متعلقان بالفعل المؤخر حرمنا. والجملة بعدها «هادُوا» صلة الموصول لا محل لها وجملة «حَرَّمْنا» مستأنفة لا محل لها «كُلَّ» مفعول به «ذِي» مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الخمسة.
«ظُفُرٍ» مضاف إليه. «وَمِنَ الْبَقَرِ» متعلقان بحرّمنا «وَالْغَنَمِ» عطف «حَرَّمْنا» ماض وفاعله «شُحُومَهُما» مفعول به والهاء في محل جر بالإضافة. وما للتثنية. «إِلَّا» أداة استثناء. «ما» اسم موصول في محل نصب على الاستثناء، «حَمَلَتْ ظُهُورُهُما» الجملة صلة الموصول لا محل لها «أَوِ الْحَوايا» عطف وكذلك «أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ» مثلها. «ذلِكَ» اسم إشارة في محل رفع مبتدأ. «جَزَيْناهُمْ» فعل ماض وفاعله ومفعوله.
«بِبَغْيِهِمْ» متعلقان بالفعل قبلهما والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة ذلك جزيناهم استئنافية لا محل لها. «وَإِنَّا لَصادِقُونَ» إن ونا اسمها وصادقون خبرها مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. واللام المزحلقة.
والجملة في محل نصب حال بعد واو الحال أو مستأنفة.
[سورة الأنعام (6) : آية 147]
فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (147)
«فَإِنْ» الفاء استئنافية. إن حرف شرط جازم. «كَذَّبُوكَ» فعل ماض وفاعله ومفعوله والجملة مستأنفة.
«فَقُلْ» الفاء رابطة لجواب الشرط والجملة في محل جزم جواب الشرط «رَبُّكُمْ» مبتدأ «ذُو» خبر مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة. «رَحْمَةٍ» مضاف إليه. «واسِعَةٍ» صفة والجملة مقول القول. «وَلا يُرَدُّ» فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع. ولا نافية لا عمل لها. «بَأْسُهُ» نائب فاعل. «عَنِ الْقَوْمِ» متعلقان بيرد «الْمُجْرِمِينَ» صفة مجرورة بالياء. وجملة لا يرد معطوفة.
[سورة الأنعام (6) : آية 148]
سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذاقُوا بَأْسَنا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَ
إعراب القرآن للنحاس
قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ وقرأ أبو جعفر محمد بن علي يَطْعَمُهُ والأصل فيه يطتعمه «1» فأدغم بعد قلب التاء طاء. يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ أي إلا أن يكون المأكول ميتة. قال الأصمعي: قال لي نافع بن أبي نعيم مفسرا إلا أن يكون ذلك ميتة وقرأ ابن كثير والأعمش وحمزة إلا أن تكون ميتة «2» والتقدير على هذا: إلا أن يكون المأكولة ميتة وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع إلا أن تكون ميتة «3» بالرفع. أَوْ دَماً بالنصب وبعض النحويين يقول هو لحن لأنه عطف منصوبا على مرفوع وسبيل المعطوف سبيل المعطوف عليه والقراءة جائزة وقد صحّت عن إمام على أن يكون أو دما معطوفا على أن لأن «أن» في موضع نصب وهي اسم والتقدير إلّا كون ميتة أَوْ دَماً مَسْفُوحاً نعت. أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ عطف وكذا أَوْ فِسْقاً فإنّه رجس ينوى به التأخير وفي الآية إشكال يقال: قد حرّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كلّ ذي ناب من السباع وكلّ ذي مخلب من الطير، وليس هما في الآية ففي هذا أقوال: منها أنّهم سألوا عن شيء بعينه فوقع الجواب مخصوصا وهذا مذهب الشافعي رضي الله عنه، وقيل: ما صحّ عن النبي صلّى الله عليه وسلّم فهو داخل في الآية معطوف على ما بعد إلا، وهذا قول حسن ومثله كثير، وفي الآية قول ثالث بيّن وهو أن ما حرّمه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فهو ميتة فالآية على هذا مشتملة على هذه الأشياء.
[سورة الأنعام (6) : آية 146]
وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلاَّ ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (146)
وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وقرأ الحسن ظفر «4» بإسكان الفاء وقرأ أبو السمّال ظفر «5» بإسكان الفاء وكسر الظاء، وأنكر أبو حاتم كسر الظاء وأنكر أبو حاتم كسر الظاء وإسكان الفاء ولم يذكر هذه القراءة قال: ويقال: أظفور وحكى الفراء في الجمع أظافير وأظافرة وأظافر وأظفارا. وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما
__________
(1) انظر البحر المحيط 4/ 242.
(2) انظر تيسير الداني 89، والبحر المحيط 4/ 242.
(3) انظر البحر المحيط 4/ 242، وتيسير الداني 89.
(4) وهي قراءة أبيّ والأ