«عِبادِنا» متعلقان بمحذوف صفة عبدين «صالِحَيْنِ» صفة عبدين والجملة حال. «فَخانَتاهُما» الفاء حرف عطف وماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها. «فَلَمْ يُغْنِيا» مضارع مجزوم بلم والألف فاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «عَنْهُما» متعلقان بالفعل «مِنَ اللَّهِ» حال «شَيْئاً» مفعول به «وَقِيلَ» ماض مبني للمجهول والجملة معطوفة على ما قبلها «ادْخُلَا» أمر وفاعله والجملة مقول القول «النَّارَ» مفعول به «مَعَ» ظرف مكان «الدَّاخِلِينَ» مضاف إليه.
[سورة التحريم (66) : آية 11]
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11)
«وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ» : سبق إعراب مثيله. «إِذْ» ظرف زمان «قالَتْ رَبِّ» ماض فاعله مستتر ومنادى مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة «ابْنِ» فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة والفاعل مستتر والجملتان مقول القول وجملة قالت في محل جر بالإضافة «لِي» متعلقان بابن «عِنْدَكَ» ظرف مكان «بَيْتاً» مفعول به «فِي الْجَنَّةِ» متعلقان بمحذوف صفة «وَنَجِّنِي» فعل دعاء ومفعوله والفاعل مستتر «مِنْ فِرْعَوْنَ» متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها «وَعَمَلِهِ» معطوف على ما قبله «وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ» معطوف على ما قبله «الظَّالِمِينَ» صفة القوم.
[سورة التحريم (66) : آية 12]
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ (12)
«وَمَرْيَمَ» معطوف على امرأة فرعون «ابْنَتَ عِمْرانَ» صفة مريم مضاف إلى عمران «الَّتِي» صفة مريم أيضا «أَحْصَنَتْ» ماض فاعله مستتر «فَرْجَها» مفعول به والجملة صلة. «فَنَفَخْنا» ماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «فِيهِ» متعلقان بالفعل «مِنْ رُوحِنا» متعلقان بالفعل أيضا، «وَصَدَّقَتْ» فعل ماض فاعله مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها «بِكَلِماتِ» متعلقان بالفعل «رَبِّها» مضاف إليه «وَكُتُبِهِ» معطوف على ما قبله «وَكانَتْ» ماض ناقص واسمه مستتر «مِنَ الْقانِتِينَ» خبر كانت والجملة معطوفة على ما قبلها.
إعراب القرآن للنحاس
كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً فكانت الفائدة في هذا أنه لا ينفع أحدا إيمان أحد ولا طاعة أحد بنسب ولا غيره إذا كان عاصيا الله جلّ وعزّ كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعمته صفية: «إني لا أغني عنكم من الله شيئا» «1» وكذا قال لفاطمة رضي الله عنها وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ولم يقل: مع الداخلات لأن المعنى مع القوم الداخلين.
[سورة التحريم (66) : آية 11]
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11)
فلم يضرها كفر فرعون شيئا، والأصل «ربّي» حذفت الياء لأن النداء موضع حذف وإثباتها وفتحها جائز.
[سورة التحريم (66) : آية 12]
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ (12)
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ عطف أي وضرب الله للذين آمنوا مثلا مريم ابْنَتَ من نعتها، وإن شئت على البدل. يقال: ابنة وبنت. الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا الهاء تعود على الفرج. قال أبو جعفر: قد ذكرنا في معناه قولين: أحدهما أنه جيبها، والآخر أنه الفرج بعينه. والحجّة لمن قال: إنه الفرج بعينه «استعمال العرب» أحصنت فرجها على هذا النعت. والحجّة لمن قال: هو جيبها أن معنى «أحصنت فرجها» منعت جيبها حتّى قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا
[مريم: 81] ، ومِنْ رُوحِنا فيه قولان: أحدهما من الروح الذي لنا والذي نملكه، كما يقال: بيت الله، والآخر من روحنا من جبرائيل صلّى الله عليه وسلّم. قال جلّ ثناؤه نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ [الشعراء: 193] .
وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ «2» من وحّده قال: لأنه مصدر، ومن جمعه جعله على اختلاف الأجناس وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ أي من القوم القانتين، أقيمت الصفة مقام الموصوف.
__________
(1) أخرجه الدارمي في سننه 2/ 305.
(2) انظر تيسير الداني 172.