اعراب القرآن

اعراب سورة الأعراف اية رقم 89

المجتبى من مشكل إعراب القرآن

89 - {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} جملة «إن عدنا» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، «إذ» : اسم ظرفي مضاف إليه، والمصدر «أن نعود» اسم يكون، والجار «لنا» متعلق بالخبر، وجملة «وما يكون لنا أن نعود» معطوفة على جملة «قد افترينا» . المصدر «أن يشاء» مستثنى متصل من الأحوال العامة أي: ما يكون لنا أن نعود فيها في كل حال إلا حال مشيئة الله تعالى. «علما» تمييز، جملة «وأنت خير الفاتحين» مستأنفة لا محل لها.

التبيان في إعراب القرآن

قَوْلُهُ تَعَالَى: (قَدِ افْتَرَيْنَا) : هُوَ بِمَعْنَى الْمُسْتَقْبَلِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَقَعْ، وَإِنَّمَا سَدَّ مَسَدَّ جَوَابِ «إِنْ عُدْنَا» . وَسَاغَ دُخُولُ قَدْ هَاهُنَا؛ لِأَنَّهُمْ قَدْ نَزَّلُوا الِافْتِرَاءَ عِنْدَ الْعَوْدِ مَنْزِلَةَ الْوَاقِعِ، فَقَرَنُوهُ بِقَدْ، وَكَأَنَّ الْمَعْنَى قَدِ افْتَرَيْنَا الْآنَ إِنْ هَمَمْنَا بِالْعَوْدِ. (إِلَّا أَنْ يَشَاءَ) : الْمَصْدَرُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ، وَالتَّقْدِيرُ: إِلَّا وَقْتَ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ. وَقِيلَ: هُوَ اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ. وَقِيلَ: إِلَّا فِي حَالِ مَشِيئَةِ اللَّهِ. وَ (عِلْمًا) : قَدْ ذُكِرَ فِي الْأَنْعَامِ. قَالَ تَعَالَى: (وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ) (90) . قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِذًا لَخَاسِرُونَ) : «إِذًا» هُنَا مُتَوَسِّطَةٌ بَيْنَ اسْمِ إِنَّ وَخَبَرِهَا، وَهِيَ حَرْفٌ مَعْنَاهُ الْجَوَابُ، وَيَعْمَلُ فِي الْفِعْلِ بِشُرُوطٍ مَخْصُوصَةٍ، وَلَيْسَ ذَا مَوْضِعَهَا. قَالَ تَعَالَى: (الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ) (92) . قَوْلُهُ تَعَالَى: (الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا) : لَكَ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا: هُوَ مُبْتَدَأٌ، وَفِي الْخَبَرِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: كَأَنْ لَمْ يُغْنَوْا فِيهَا، وَمَا بَعْدَهُ جُمْلَةٌ أُخْرَى، أَوْ بَدَلٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي يَغْنَوْا، أَوْ نَصْبٌ بِإِضْمَارِ أَعْنِي. وَالثَّانِي: أَنَّ الْخَبَرَ «الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا» ، وَ (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا) عَلَى هَذَا حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي كَذَّبُوا. وَالْوَجْهُ الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِقَوْلِهِ: (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ) [الْأَعْرَافِ: 90] . وَالثَّالِثُ: أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنْهُ، وَعَلَى الْوَجْهَيْنِ يَكُونُ «كَأَنْ لَمْ» حَالًا.

للبحث في إعراب فتح الرحمن اضغط هنا

لدروس اللغة العربية اضغط هنا

"اضغط هنا لبرنامج المتدبر على الويب"