[سورة الجن (72) : آية 16]
وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً (16)
«وَأَنْ لَوِ» أن مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف «لَوِ» شرطية غير جازمة «اسْتَقامُوا» ماض وفاعله «عَلَى الطَّرِيقَةِ» متعلقان بالفعل والجملة ابتدائية لا محل لها «لَأَسْقَيْناهُمْ» اللام واقعة في جواب الشرط وماض وفاعله ومفعوله الأول «ماءً» مفعول به ثان «غَدَقاً» صفة ماء، ومعناها: كثيرا.
والجملة جواب الشرط لا محل لها والشرط وجوابه خبر أن وجملة أن معطوفة على ما قبلها.
[سورة الجن (72) : آية 17]
لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً (17)
«لِنَفْتِنَهُمْ» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والفاعل مستتر والهاء مفعول به والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بالفعل أسقيناهم «فِيهِ» متعلقان بالفعل «وَ» الواو حرف استئناف «مَنْ» اسم شرط جازم مبتدأ «يُعْرِضْ» مضارع مجزوم «عَنْ ذِكْرِ» متعلقان بيعرض «رَبِّهِ» مضاف إليه «يَسْلُكْهُ» مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط والفاعل مستتر والهاء مفعول به أول «عَذاباً» مفعول به ثان «صَعَداً» صفة عذابا والجملة جواب الشرط لا محل لها وجملتا الشرط والجواب خبر من وجملة من.. استئنافية لا محل لها،.
[سورة الجن (72) : آية 18]
وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18)
«وَأَنَّ الْمَساجِدَ» أن واسمها و «لِلَّهِ» متعلقان بمحذوف خبر أن والجملة معطوفة على ما قبلها «فَلا» الفاء حرف استئناف ومضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل و «مَعَ اللَّهِ» ظرف مكان مضاف إلى لفظ الجلالة و «أَحَداً» مفعول به والجملة مستأنفة لا محل لها.
[سورة الجن (72) : آية 19]
وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19)
«وَأَنَّهُ» أن واسمها «لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ» لما ظرفية شرطية غير جازمة وماض وفاعله ولفظ الجلالة مضاف إليه والجملة في محل جر بالإضافة «يَدْعُوهُ» مضارع وفاعله ومفعوله والجملة حال «كادُوا» كاد واسمها «يَكُونُونَ» مضارع ناقص مرفوع والواو اسمه «عَلَيْهِ» متعلقان بالخبر «لِبَداً» خبر وجملة يكونون خبر كاد وجملة كادوا جواب الشرط لا محل لها ولما ومدخولها خبر أنه وجملة أنه.. معطوفة على ما
إعراب القرآن للنحاس
[سورة الجن (72) : آية 16]
وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً (16)
وقراءة يحيى بن وثاب والأعمش وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا بضم الواو لالتقاء الساكنين ولأن الضمة تشبه الواو إلا أن سيبويه «1»
لا يجيز إلا الكسر في الواو الأصلية فرقا بينها وبين الزائد لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً حكى أبو عبيدة «2» سقيته وأسقيته لغة، وأما الأصمعي فقال: سقيته لفيه وأسقيته جعلت له شربا. قال أبو جعفر: وعلى ما قال الأصمعي اللغة الفصيحة، منها لأسقيناهم أي أدمنا لهم ذلك، غير أن أبا عبيدة أنشد للبيد وهو غير مدافع عن الفصاحة: [الوافر] 500-
سقى قومي بني مجد وأسقى ... نميرا والقبائل من هلال «3»
فسئل الأصمعي عن هذا البيت فقال: هو عندي معمول ولا يكون مطبوع يأتي للغتين في بيت واحد.
[سورة الجن (72) : آية 17]
لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً (17)
لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ حكى أبو زيد وأبو عبيدة: فتنته وأفتنته. قال أبو زيد: لغة بني تميم أفتنته. قال الأصمعي: فتنه يفتنه فهو فاتن وفتان قال الله جلّ وعزّ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ [الصافات: 162] قال: ولا يقال: أفتنه وأنكر هذه اللغة ولم يعرفها، فأنشدهم: [الطويل] 501-
لئن فتنتني لهي بالأمس أفتنت ... سعيدا فأمسى قد قلا كلّ مسلم «4»
قال أبو جعفر: وهذا شعر قديم، غير أن الأصمعي قال: لا بأس هذا قد سمعناه من مخنّث فلا يلتفت إليه، وإن كان قد قيل قديما. قال أبو جعفر: قد حكى الجلّة من أهل اللغة ممن يرجع إلى قوله في الصدق فتنه وأفتنه غير أن سيبويه فرّق بينهما فذهب إلى أن المعتدي أفتن، وأن معنى فتنه جعل فيه فتنة، كما تقول: كحلّه. وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً وقرأ مسلم بن جندب نَسْلُكُهُ «5» بضم النون. قال أبو جعفر: سلكه وأسلكه لغتان عند كثير من أهل اللغة، وقال الأصمعي: سلكه بغير
__________
(1) انظر الكتاب 4/ 268.
(2) انظر مجاز القرآن 1/ 349.
(3) مرّ الشاهد رقم/ 239) .
(4) الشاهد لأعشى همدان في لسان العرب (فتن) والمخصّص 4/ 62، وتاج العروس (فتن) ، ولابن قيس الرقيات في الخصائص 3/ 315، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في لسان العرب (فتن) ، وتهذيب اللغة 14/ 289، وجمهرة اللغة 406، ومقاييس اللغة 4/ 473، وديوان الأدب 2/ 334، وكتاب العين 8/ 128.
(5) انظر تيسير الداني