«كَلَّا إِنَّهُ» حرف ردع وزجر وإن واسمها و «كانَ» ماض ناقص اسمه مستتر و «لِآياتِنا» متعلقان بما بعدهما و «عَنِيداً» خبر كان والجملة الفعلية خبر إن والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. «سَأُرْهِقُهُ» السين للاستقبال ومضارع فاعله مستتر والهاء مفعول به أول و «صَعُوداً» مفعول به ثان والجملة مستأنفة لا محل لها.
[سورة المدثر (74) : الآيات 18 الى 23]
إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22)
ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23)
«إِنَّهُ فَكَّرَ» إن واسمها وماض فاعله مستتر والجملة خبر إنه والجملة الاسمية تعليل «وَقَدَّرَ» معطوف على فكر و «فَقُتِلَ» ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر و «كَيْفَ» اسم استفهام حال والجملة معطوفة على ما قبلها و «قَدَّرَ» ماض فاعله مستتر والآيات التي تليها معطوفة عليها إلى الآية 23.
[سورة المدثر (74) : الآيات 24 الى 25]
فَقالَ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هذا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ (25)
«فَقالَ» الفاء حرف عطف وماض فاعله مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها و «إِنْ هذا» إن نافية واسم الإشارة مبتدأ و «إِلَّا» حرف حصر و «سِحْرٌ» خبر والجملة مقول القول و «يُؤْثَرُ» مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر والجملة صفة سحر و «إِنْ» نافية و «هذا» اسم الإشارة مبتدأ و «إِلَّا» حرف حصر و «قَوْلُ الْبَشَرِ» خبر مضاف إلى البشر والجملة تأكيد لسابقتها.
[سورة المدثر (74) : الآيات 26 الى 30]
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ (27) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ (30)
«سَأُصْلِيهِ» السين للاستقبال ومضارع ومفعوله والفاعل مستتر و «سَقَرَ» مفعول به ثان والجملة بدل من سأرهقه «وَ» الواو حرف استئناف و «ما» اسم استفهام مبتدأ و «أَدْراكَ» ماض ومفعوله الأول والفاعل مستتر والجملة خبر المبتدأ والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها «ما سَقَرُ» مبتدأ وخبره والجملة سدت مسد مفعول أدراك الثاني و «لا» نافية و «تُبْقِي» مضارع فاعله مستتر والجملة حالية و «لا تَذَرُ» معطوف على ما قبله و «لَوَّاحَةٌ» خبر لمبتدأ محذوف و «لِلْبَشَرِ» متعلقان بما قبلهما والجملة حال ثانية و «عَلَيْها» خبر مقدم و «تِسْعَةَ» جزء من عدد مبني على الفت
إعراب القرآن للنحاس
روى عطية عن أبي سعيد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «يكلّف صعود عقبة إذا جعل يده عليها ذابت وإذا جعل رجله عليها ذابت» «1» .
[سورة المدثر (74) : الآيات 18 الى 19]
إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19)
إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) أي فكّر في ردّ آيات الله جلّ وعزّ، وقد رجع مرة بعد مرة ينظر هل يقدر أن يردّها وهو الوليد بن المغيرة بلا اختلاف. قال قتادة: زعموا أنه فكر فيما جاء به النبي فقال: والله ما هو بشعر، وإن له لحلاوة وإنّ عليه لطلاوة وما هو عندي إلا سحر. فأنزل الله تعالى: فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) قال أبو جعفر: قول الفراء قتل بمعنى لعن. قال أبو جعفر: هذا يجب على كلام العرب أن يكون قتل بمعنى أهلك لأن المقتول مهلك.
[سورة المدثر (74) : الآيات 21 الى 22]
ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22)
أي قبض بين عينيه وقطّب لمّا عسر عليه الردّ على النبي صلّى الله عليه وسلّم.
[سورة المدثر (74) : آية 23]
ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23)
ثُمَّ أَدْبَرَ عن الحق وَاسْتَكْبَرَ فأخبر الله بجهله أنه تكبّر أن يصدّق بآيات الله ورسوله بعد أن يتهيأ له ردّ ما جاء به، ولم يتكبّر أن يسجد لحجارة لا تنفع ولا تضر.
[سورة المدثر (74) : الآيات 24 الى 25]
فَقالَ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هذا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ (25)
فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) لما لم يجد حجّة كفر ثم قال إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) فزاد في جهله ما لم يخف لأنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قد تحدّاهم وهم عرب مثله على أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا عن ذلك، ولو كان قول البشر لساغ لهم ما ساغ له.
[سورة المدثر (74) : آية 26]
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26)
قيل: لم ينصرف لأنها اسم لمؤنث، وقيل: إنها اسم أعجمي والأول الصّواب لأن الأعجمي إذا كان على ثلاثة أحرف انصرف وإن كان متحرّك الأوسط، وأيضا فإنه اسم عربيّ مشتقّ يقال: سقرته الشمس إذا أحرقته، والسّاقور حديدة تحمى ويكوى بها الحمار.
[سورة المدثر (74) : آية 27]
وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ (27)
الجملة في موضع نصب بإدراك إلّا أن الاستفهام لا يعلم فيه ما قبله.
[سورة المدثر (74) : آية 28]
لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (28)
يقال: لم حذفت الواو من «تذر» ؟ وإنما تحذف في «يذر» ؟ فإن قيل: أصله يفعل
__________
(1) انظر البحر المحيط 8/ 36