سورة التوبة
[سورة التوبة (9) : آية 1]
بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1)
«بَراءَةٌ» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه براءة. «مِنَ اللَّهِ» متعلقان بمحذوف صفة لبراءة. «وَرَسُولِهِ» عطف. «إِلَى الَّذِينَ» اسم موصول في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة. «عاهَدْتُمْ» فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل، والجملة صلة الموصول. «مِنَ الْمُشْرِكِينَ» متعلقان بالفعل. وجملة هذه براءة ابتدائية لا محل لها.
[سورة التوبة (9) : آية 2]
فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ (2)
«فَسِيحُوا» فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعل، والفاء استئنافية والجملة مستأنفة. «فِي الْأَرْضِ» متعلقان بالفعل، وكذلك ظرف الزمان، «أَرْبَعَةَ» متعلق بالفعل. «أَشْهُرٍ» مضاف إليه.
«وَاعْلَمُوا» الجملة معطوفة. «أَنَّكُمْ» أن والكاف اسمها والميم لجمع الذكور، و «غَيْرُ» خبر، «مُعْجِزِي» مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم، وحذفت النون للإضافة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه. «وَأَنَّ اللَّهَ» أن ولفظ الجلالة اسمها، «مُخْزِي» خبرها مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل. «الْكافِرِينَ» مضاف إليه.
والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها معطوف وسد مسد مفعولي علم.
[سورة التوبة (9) : آية 3]
وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ (3)
«وَأَذانٌ» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا أذان. والجملة معطوفة، «مِنَ اللَّهِ» متعلقان بالخبر. «وَرَسُولِهِ» عطف. «إِلَى النَّاسِ» متعلقان بالخبر، وكذلك الظرف «يَوْمَ» متعلق به. «الْحَجِّ» مضاف إليه. «الْأَكْبَرِ» صفة. «أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ» أن ولفظ الجلالة اسمها وبريء خبرها. «مِنَ الْمُشْرِكِينَ» متعلقان ببريء، والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بأذان. «وَرَسُولِهِ» مبتدأ وخبره محذوف أي ورسوله بريء
إعراب القرآن للنحاس
9 شرح إعراب سورة براءة
[سورة التوبة (9) : آية 1]
بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1)
من ذلك قوله جلّ وعزّ بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ.
رفع بالابتداء، والخبر إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. وحسن الابتداء بالنكرة لأنها قد وصلت، ويجوز أن ترفع براءة على أنها خبر ابتداء محذوف. يقال: برئت من العهد والدّين والرجل براءة، وبرأت من المرض أبرأ، ولا يعرف فعلت أفعل مما لامه همزة إلا هذا ويقال: برئت من المرض أبرأ برءا وبرءوا، وبريت القلم وأبريت الناقة جعلت في أنفها برة. وهي حلقة من حديد، فإن كانت من خشب فهي خشاش، وإن كانت من شعر فهي خزامة. والوقف براءه بالهاء. قال سيبويه: أرادوا أن يفرقوا بين هذه التاء والتاء التي هي من نفس الحرف نحو تاء القت. قال: وزعم أبو الخطاب أنّ ناسا من العرب يقولون: طلحت كما فعلوا بتاء الجميع. مِنَ اللَّهِ فتحت النون لالتقاء الساكنين هذه اللغة الفصيحة، وللنحويين فيها أقوال: قال الكسائي: أصل (من) منا حذفوا الألف وأبقوا الفتحة، وقيل: كرهوا الجمع بين كسرتين فحركوها في أكثر المواضع بالفتح.
قال أبو جعفر: وأحسن ما قيل في هذا قول سيبويه «1» قال: لمّا كثر استعمالهم لها ولم يكن فعلا وكان الفتح أخفّ عليهم فتحوا وشبهوها بأين وكيف. قال سيبويه: وناس من العرب يكسرون فيقولون: من الله على القياس. قال أبو حاتم: زعم هارون أن أبا عمرو بن العلاء قرأ براءة من الله إلى الذين عاهدتم «2» وإن شئت قلت: عاهدتمو على الأصل والحذف لأن الواو ثقيلة.
[سورة التوبة (9) : آية 2]
فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ (2)
فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ قال الكسائي: المصدر سيوحا وسيحانا وسياحة. قال الفراء:
وساح الماء سيحا. أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ أثبت الهاء فرقا بين المذكر والمؤنث. قال أبو جعفر:
__________
(1) انظر الكتاب 4/ 265.
(2) انظر مختصر ابن خالويه 51.