لسان العرب هو أحد معاجم اللغة العربية ويعدّ من أشملها وأكبرها، ألّفه ابن منظور وجمع مادته من خمسة مصادر هي: [1]
1. تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري
2. المحكم والمحيط الأعظم في اللغة لابن سيده
3. تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري
4. حواشي ابن بري على صحاح الجوهري
5. النهاية في غريب الحديث والأثر لعز الدين ابن الأثير.
يحوي هذا المعجم 80 ألف مادة، أي بزيادة 20 ألف مادة على القاموس المحيط. وهو من أغنى المعاجم بالشواهد، وهو جيد الضبط ويعرض الروايات المتعارضة ويرجح الأقوال فيها. ويذكر المعجم ما اشتق من اللفظ من أسماء القبائل والأشخاص والأماكن وغيرها. ويعدّ هذا المعجم موسوعة لغوية وأدبية لغزارة مادته العلمية واستقصائه واستيعابه لجُلّ مفردات اللغة العربية. وقد رتبه ابن منظور على الأبواب والفصول فجعل حروف الهجاء أبواباً أولها باب الهمزة وآخرها باب الألف اللينة. وجعل لكل حرف من هذه الأبواب فصولاً بعدد حروف الهجاء، وفي الباب الواحد والفصل يراعي الترتيب الهجائي في الحرف الثاني من الكلمات الواردة في كل باب وفصوله، وقد رتب الكلمات على أواخرها، فما كان آخره اللام تجده في باب اللام.
أراد ابن منظور بكتابه أن يجمع بين صفتين: الاستقصاء والترتيب؛ إذ كانت المعاجم السابقة –كما يقول هو– تعنى بأحد هذين الأمرين دون الآخر، وأخذ على نفسه أن يأخذ ما في مصادره الخمسة بنصه دون خروج عليه، واعتبر هذا جهده الوحيد في الكتاب، وتبرأ من تبعة أية أخطاء محتملة بأن ما قد يقع في الكتاب من خطأ هو من الأصول، وإن تصرف قليلا في النهاية فغير شيئاً من ترتيبها. [1]
الطبعات
طبع الكتاب مرات عديدة أولاها بدار المعارف في تونس ومن ثم صدر في 20 مجلداً في بولاق سنة 1299 هجرية، ثم بمصر سنة 1330 هجرية. والعديد من الطبعات الحديثة التي جاءت في 15 مجلداً كطبعة دار صادر في بيروت سنة 1968 ودار لسان العرب عام 1970 م.
قام يوسف خياط ونديم مرعشلي بإعادة بناء المعجم على الحرف الأول من الكلمة وأضافا إليه جميع المصطلحات العلمية التي أقرتها المجامع العلمية في سوريا ومصر والعراق والجامعات العربية. ومن أحدث الطبعات للمعجم طبعة دار إحياء التراث العربي في بيروت وقد صدرت في 18 مجلداً ثلاثة منها للفهارس، وقد اعتمدت على تنظيم المواد على الترتيب الأبجدي.
عدد جذور المعجم
الثلاثي 6538
الرباعي 2548
الخماسي 187
المجموع 9273
السُّمُوُّ: الارْتِفاعُ والعُلُوُّ، تقول منه: سَمَوتُ وسَمَيْتُ
مثل عَلَوْت وعَلَيْت وسَلَوْت وسَلَيْت؛ عن ثعلب. وسَمَا الشيءُ يَسْمُو
سُمُوّاً، فهو سامٍ: ارْتَفَع. وسَمَا به وأَسْماهُ: أَعلاهُ. ويقال
للحَسيب وللشريف: قد سَما. وإذا رَفَعْتَ بَصَرك إلى الشيء قلت: سَما إليه
بصري، وإذا رُفِعَ لك شيءٌ من بعيدٍ فاسْتَبَنْتَه قلت: سَما لِي شيءٌ.
وسَما لِي شخصُ فلان: ارْتَفَع حتى اسْتَثْبَتّه. وسَما بصرهُ: علا.
وتقول: رَدَدْت من سامي طَرْفه إذا قَصَّرْتَ إليه نفسَه وأَزَلْت نَخْوته.
ويقال: ذَهَبَ صيتهُ في الناس وسُماهُ أي صوته في الخير لا في الشر؛ وقوله
أَنشده ثعلب:
إلى جِذْمِ مالٍ قد نَهَكْنا سَوامَه،
وأَخْلاقُنا فيه سَوامٍ طَوامِحُ
فسره فقال: سَوامٍ تَسْمُو إلى كَرائِمِها فتَنْحَرُها للأَضيْاف.
وساماهُ: عالاه. وفلان لا يُسامَى وقد علا مَنْ صاماهُ. وتَسامَوْا أَي
تَبارَوْا. وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ: وإن صَمَتَ سَما وعلاهُ البَهاءُ أَي
ارْتَفَع وعلا على جُلَسائه. وفي حديث ابن زِمْلٍ: رَجُل طُوال إذا تكلم
يَسْمُو أَي يَعْلُو برأْسِه ويديه إذا تكلمَ. وفلان يَسْمُو إلى المَعالِي
إذا تَطاوَلَ إليها. وفي حديث عائشة الذي رُوِيَ في أَهلِ الإفْكِ: إنه
لم يكن في نِساءِ النبيّ، صلى الله عليه وسلم، امرأَةٌ تُسامِيها غيرُ
زَيْنَبَ فَعَصَمها الله تعالى، ومعنى تُسامِيها أَي تُبارِيها وتُفاخِرُها.
وقال أَبو عمرو: المُساماةُ المُفاخَرَةُ. وفي الحديث: قالت زينبُ يا
رسولَ الله أَحْمِي سَمْعي وبَصَري وهي التي كانت تُسامِينِي منهنّ أَي
تُعاليني وتفاخِرُني، وهي مُفاعَلة من السُّموّ أَي تُطاوِلُنِي في
الحُظْوة عنده؛ ومنه حديث أَهلِ أُحُدٍ: أَنهم خرَجُوا بسيُوفِهم يَتسامَوْنَ
كأَنهمُ الفُحول أي يَتبارَوْنَ ويَتفاخَرُون، ويجوز أَن يكون يَتداعَوْن
بأَسمائهم؛ وقوله أَنشده ثعلب:
باتَ ابنُ أَدْماءَ يُساوِي الأَنْدَرا،
سامَى طَعامَ الحَيِّ حينَ نَوَّرا
فسره فقال: سامَى ارتَفع وصَعِد؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه أَراد كلَّما
سَما الزرعُ بالنبات سَمَا هو إليه حتى أَدرَك فحَصده وسرَقه؛ وقوله
أَنشده ثعلب:
فارْفَعْ يَدَيْك ثُم سامِ الحَنْجَرا
فسره فقال: سامِ الحَنْجَر ارفع يدَيْك إلى حَلْقهِ. وسماءُ كلِّ شيء:
أَعلاهُ، مذكَّر. والسَّماءُ: سقفُ كلِّ شيء وكلِّ بيتٍ. والسمواتُ السبعُ
سمَاءٌ، والسمواتُ السبْع: أَطباقُ الأَرَضِينَ، وتُجْمَع سَماءً
وسَمَواتٍ. وقال الزجاج: السماءُ في اللغة يقال لكلّ ما ارتَفع وعَلا قَدْ سَما
يَسْمُو. وكلُّ سقفٍ فهو سَماءٌ، ومن هذا قيل للسحاب السماءُ لأَنها
عاليةٌ، والسماءُ: كلُّ ما عَلاكَ فأَظَلَّكَ؛ ومنه قيل لسَقْفِ البيت
سماءٌ. والسماءُ التي تُظِلُّ الأَرضَ أُنثى عند العرب لأَنها جمعُ سَماءةٍ،
وسبق الجمعُ الوُحْدانَ فيها. والسماءةُ: أَصلُها سَماوةٌ، وإذا
ذُكِّرَت السماءُ عَنَوْا به السقفَ. ومنه قول الله تعالى: السماءُ مُنْفَطِرٌ
به؛ ولم يقل مُنْفَطِرة. الجوهري: السماءُ تذكَّر وتؤنَّث أَيضاً؛ وأَنشد
ابن بري في التذكير:
فلَوْ رفَعَ السماءُ إليه قَوْماً،
لَحِقْنا بالسماءِ مَعَ السَّحابِ
وقال آخر:
وقالَتْ سَماءُ البَيْتِ فَوْقَك مُخْلقٌ،
ولَمَّا تَيَسَّرَ اجْتِلاءُ الرَّكائب
(* عجز البيت مختلّ الوزن).
والجمع أَسْمِيةٌ وسُمِيٌّ وسَمواتٌ وسَماءٌ؛ وقولُ أُمَيَّةَ بنِ أَبي
الصَّلْتِ:
له ما رأَتْ عَيْنُ البَصِير، وفَوْقَه
سَماءُ الإلَهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمائِيا
(* قوله «سبع سمائيا» قال الصاغاني، الرواية: فوق ست سمائيا والسابعة هي
التي فوق الست).
قال الجوهري: جَمعَه على فَعائل كما تُجْمَعُ سَحابة على سحائب، ثم
ردَّه إلى الأَصل ولم يُنَوِّنْ كما يُنَوَّنُ جوارٍ، ثم نصَبَ الياء
الأَخيرةَ لأَنه جعله بمنزلة الصحيح الذي لا يَنْصَرف كما تقول مررت بصحائفَ،
وقد بسط ابن سيده القولَ في ذلك وقال: قال أَبو علي جاء هذا خارجاً عن
الأَصل الذي عليه الاستعمال من ثلاثة أَوجه: أَحدها أَن يكون جمَعَ سماءً
على فعائل، حيث كان واحداً مؤَنَّثاً فكأَنَّ الشاعرَ شَبَّهه بشِمالٍ
وشَمائل وعَجُوز وعَجائز ونحو هذه الآحادِ المؤنَّثة التي كُسِّرت على
فَعائل، حيث كان واحداً مؤنثاً، والجمعُ المستعملُ فيه فُعولٌ دون فَعائل كما
قالوا عَناقٌ وعُنوقٌ، فجمْعُه على فُعول إذا كان على مِثالِ عَناقٍ في
التأْنيثِ هو المستعمل، فجاء به هذا الشعر في سَمائِيَا على غير
المستعمل، والآخر أَنه قال سَمائي، وكان القياس الذي غلب عليه الاستعمال سَمايا
فجاء به هذا الشاعر لما اضطرَّ على القياس المتروك، فقال سَمائي على وزن
سَحائبَ، فوقعَت في الطرَف ياءٌ مكسورٌ ما قبلها فلزم أَن تُقلَب أَلفاً
إذ قُلِبَت فيما ليس فيه حرفُ اعتِلالٍ في هذا الجمع، وذلك قولهم مَداري
وحروف الاعتلال في سَمائي أَكثر منها في مَداري، فإذا قُلِبت في مَداري
وجب أَن تلزم هذا الضرب فيقال سماءَا. . .
(* بياض بأصله). الهمزة بين
أَلفين وهي قريبة من الأَلف، فتجتمع حروف متشابهة يُسْتَثقَلُ اجتماعُهُنَّ
كما كُره اجتماعُ المثلين والمُتقاربَي المَخارج فأُدْغِما، فأُبدِل من
الهمزة ياءٌ فصار سَمايا، وهذا الإبدال إنما يكون في الهمزة إذا كانت
معترِضَة في الجمع مثل جمع سَماءٍ ومَطِيَّةٍ ورَكِيَّةٍ، فكان جمع سَماءٍ
إذا جُمع مكسَّراً على فعائل أَن يكون كما ذكرنا من نحو مَطايا ورَكايا،
لكن هذا القائل جعله بمنزلة ما لامُهُ صحيح، وثبتت قبلَه في الجمع الهمزة
فقال سَماءٍ كما قال جوارٍ، فهذا وجهٌ آخرُ من الإخراج عن الأَصل
المستعمَل والردِّ إلى القِياس المَتروكِ الاستعمالِ، ثم حرَّك الياءَ بالفتح
في موضع الجر كما تُحَرَّكُ من جَوارٍ ومَوالٍ فصار مثل مَواليَ؛ وقوله:
أَبِيتُ على مَعاريَ واضِحاتٍ
فهذا أَيضاً وجه ثالث من الإخراج عن الأَصل المستعمل، وإنما لم يأْتِ
بالجمع في وجهه، أََعني أَن يقولَ فوق سبع سَمايا لأَنه كان يصير إلى الضرب
الثالث من الطويل، وإنما مَبْنى هذا الشِّعرِ على الضرب الثاني الذي هو
مَفاعِلن، لا على الثالث الذي هو فعولن. وقوله عز وجل: ثم استوى إلى
السَّماءِ؛ قال أَبو إسحق: لفظُه لفظُ الواحد ومعناهُ مَعنى الجمع، قال:
والدليل على ذلك قوله: فسَوَّاهُنَّ سبْعَ سَمَواتٍ، فيجب أَن تكون السماءُ
جمعاً كالسموات كأَن الواحدَ سَماءَةٌ
وسَماوَة، وزعم الأَخفش أَن السماءَ جائزٌ
أَن يكون واحداً كما تقولُ كثُر الدينارُ والدرهم بأَيْدي الناس.
والسماء: السَّحابُ. والسماءُ: المطرُ، مذكَّر. يقال: ما زِلنا نَطأُ السماءَ
حتى أَتَيْناكُم أَي المطر، ومنهم من يُؤنِّثُه وإن كان بمَعنى المطر كما
تذكَّر السماءُ وإن كانت مؤَنَّثة، كقوله تعالى: السماءُ مُنفَطِرٌ
به؛ قال مُعَوِّدُ الحُكماءِ معاويةُ بنُ مالِكٍ:
إذا سَقَط السماءُ بأَرضِ قوْمٍ
رعَيْناه، وإن كانوا غِضابا
(* وفي رواية: إذا نَزَلَ السماءُ.. إلخ).
وسُمِّيَ مُعَوِّدَ الحُكَماء لقوله في هذه القصيدة:
أُعَوِّدُ مِثْلَها الحُكَماءَ بعْدي،
إذا ما الحقُّ في الحدَثانِ نابا
ويجمع على أَسمِيَة، وسُمِيٍّ على فُعُولٍ؛ قال رؤبة:
تَلُفُّه الأَرْواحُ والسُّمِيُّ
في دِفْءِ أَرْطاةٍ، لها حَنيُّ
وهذا الرجز أَورده الجوهري:
تلُفُّه الرِّياحُ والسُّمِيُّ
والصواب ما أَوردناه؛ وأَنشد ابن بري للطرمَّاح:
ومَحاهُ تَهْطالُ أَسمِيَةٍ،
كلَّ يومٍ وليلةٍ تَرِدُهْ
ويُسَمَّى العشبُ أَيضاً سَماءً لأَنه يكون عن السماء الذي هو المطر،
كما سَمَّوا النبات ندَى لأَنه يكون عن النَّدى الذي هو المطر، ويسمَّى
الشحمُ ندىً لأَنه يكون عن النبات؛ قال الشاعر:
فلما رأَى أَن السماءَ سَماؤُهم،
أَتى خُطَّةً كان الخُضُوع نَكيرها
أَي رأَى أَن العُشبَ عُشبُهم فخضع لهم ليرعى إبِلَه فيه. وفي الحديث:
صلى بنا إثْرَ سَماءٍ من الليل أَي إثْر مطرٍ، وسمِّي المطر سَماءً لأَنه
يَنزِلُ من السماء. وقالوا: هاجَتْ بهم سَماء جَوْد، فأَنَّثوه
لتعَلُّقِه بالسماء التي تُظِلُّ الأَرض. والسماءُ أَيضاً: المطَرة الجديدة
(*
قوله «الجديدة» هكذا في الأصل، وفي القاموس: الجيدة). يقال: أَصابتهم سَماءٌ
وسُمِيٌّ
كثيرةٌ وثلاثُ سُمِيٍّ، وقال: الجمع الكثيرُ سُمِيٌّ. والسماءُ: ظَهْرُ
الفَرس لعُلُوِّه؛ وقال طُفَيْل الغَنَوي:
وأَحْمَر كالدِّيباجِ، أَما سَماؤُه
فرَيَّا، وأَما أَرْضُه فمُحُول
وسَماءُ النَّعْلِ: أَعلاها التي تقع عليها القدم.
وسَماوةُ البيتِ: سَقْفُه؛ وقال علقمة:
سَماوَتُه من أَتْحَمِيٍّ مُعَصَّب
قال ابن بري: صواب إنشاده بكماله:
سَماوتُه أَسمالُ بُرْدٍ مُحَبَّرٍ،
وصَهْوَتُه من أَتْحَمِيٍّ مُعَصَّب
قال: والبيت لطفيل. وسَماءُ البيت: رُواقُه، وهي الشُّقة التي دونَ
العُليا، أُنثى وقد تذكَّر. وسَماوَتُه: كسمائِه. وسَماوةُ كلِّ شيءٍ: شخْصُه
وطلْعتُه، والجمع من كلِّ ذلك سَماءٌ وسَماوٌ، وحكى الأَخيرة الكسائيُّ
غيرَ مُعْتَلَّة؛ وأَنشد ذو الرمة:
وأَقسَمَ سَيَّارٌ مع الرَّكْبِ لم يَدَعْ
تَراوُحُ حافاتِ السَّماوِ له صَدْرا
هكذا أَنشده بتصحيح الواو. واسْتماهُ: نظر إلى سَماوَتِه. وسَماوَةُ
الهِلالِ: شَخْصه إذا ارْتَفَع عن الأُفُق شيئاً؛ وأَنشد للعجاج:
ناجٍ طَواهُ الأَيْنُ هَمّاً وجَفا
طَيَّ الليالي زُلَفاً فزُلَفا،
سَماوةَ الهلالِ حتى احقَوْقَفا
والصائدُ يَسْمُو الوحشَ ويَسْتَمِيها: يَتَعَيَّن شخوصَها ويطلُبُها.
والسُّماةُ: الصَّيادُونَ، صفة غالبة مثل الرُّماةِ، وقيل: صَيَّادُو
النهارِ خاصَّة؛ وأَنشد سيبويه:
وجَدَّاء لا يُرْجى بها ذُو قرابةٍ
لعَطْفٍ، ولا يَخْشى السُّماةَ رَبيبُها
والسُّماةُ: جمعُ سامٍ. والسَّامي: هو الذي يلبَسُ جَوْرَبَيْ شعَرٍ
ويعدُو خلْف الصيدِ نصف النهارِ؛ قال الشاعر:
أَتَتْ سِدْرَةً منْ سِدْرِ حِرْمِلَ فابْتَنَتْ
بِه بَيْتَها، فَلا تُحَاذِرُ سامِيَا
(* قوله «حرمل» هو هكذا بهذا الضبط في الأصل، ولعله حومل أو جومل).
قال ابن سيده: والسُّماةُ الصَّيَّادُون المُتَجَوْرِبُونَ، واحِدُهْم
سَامٍ؛ أَنشد ثعلب:
ولَيسَ بهَا ريحٌ ولكِنْ ودِيقَةٌ،
قليلٌ بهَا السَّامِي يُهِلُّ ويَنْقع
(* قوله «قليل إلخ» تقدم في مادة هلل بلفظ يظل).
والاسْتِماءُ أَيضاً: أَن يَتَجَوْرَبَ الصائِدُ لصَيْدِ الظِّباء، وذلك
في الحَرّ. واسْتَماهُ: اسْتَعارَ منه جَوْرَباً لذلك. واسْمُ
الجَوْرَبِ: المِسْماةُ، وهو يَلْبَسُه الصيَّادُ ليقيه حرَّ الرَّمْضاءِ إذا
أَراد أَن يَتَرَبَّصَ الظباءَ نصفَ النهار. وقد سَمَوْا واسْتَمَوْا
إذا خرجوا للصَّيْدِ. وقال ثعلب: اسْتَمانَا أَصادنَا. اسْتَمَى:
تَصَيَّد؛ وأَنشد ثعلب:
عَوَى ثمَّ نَادَى هَلْ أَحَصْتُمْ قِلاصَنَا،
وُسِمْنَ على الأَفْخاذِ بالأَمْسِ أَرْبَعَا
غُلامٌ أَضَلَّتْه النُّبُوحُ، فلم يَجِدْ
لَهُ بَيْنَ خَبْتٍ والهَباءَةِ أَجْمَعَا
أُناساً سِوانا، فاسْتمانَا فلا تَرَى
أَخا دَلَجٍ أَهْدَى بلَيْلٍ وأَسْمََعا
أَي يطْلُب الصيَّادُ الظِّبَاءَ
(* قوله «أي يطلب الصياد الظباء إلخ»
هكذا في الأصل بعد الأبيات ويظهر أنه ليس تفسيراً لاستمانا الذي في البيت.
وعبارة القاموس مع شرحه: واستمى الصياد الظباء إذا طلبها من غير أنها
عند مطلع سهيل: عن ابن الأَعرابي). في غيرانِهنَّ عندَ مَطْلَعِ سُهَيْلٍ؛
عن ابن الأَعرابي، يعني بالغِيرانِ الكُنُسَ. وإذا خرج القومُ للصيدِ في
قِفارِ الأَرضِ وصَحارِيها قلت: سَمَوْا وهُم السُّماةُ أَي الصَّيادون.
أَبو عبيد: خرج فلانٌ يَسْتَمِي الوَحْشَ أَي يَطْلُبها. قال ابن بري:
وغلَّط ثعلب من يقول خرج فلانٌ
يَسْتَمي إذا خرج للصيد، قال: وإنما يَسْتَمِي من المِسْمَاةِ، وهو
الجَوْرَب من الصُّوف يَلْبَسُه الصائد ويخرُج إلى الظباء نصْفَ النَّهار
فتخرُج من أَكْنِسَتِهَا ويَلُدُّها حَتَّى تَقِفَ فيأْخذَها. والقُرُومُ
السَّوامِي: الفُحول الرافعة رؤُوسها. وسَمَا الفحل سَماوةً: تَطاولَ على
شُوَّلِهِ وسطَا، وسَماوَتُه شَخصه؛ وأَنشد:
كأَنَّ على أَشْباتِهَا، حِينَ آنَسَتْ
سَماوَتُهُ، قيّاً من الطَّيْرِ وُقَّعَا
(* قوله «كأن على أشباتها إلخ» هو هكذا في الأصل).
وإنَّ أَمامي ما أُسامِي إذا خِفْتَ من أَمَامِكَ أَمراً مّا؛ عن ابن
الأَعرابي. قال ابن سيده: وعندي أَنَّ معناه لا أُطِيقُ مُسامَاتَه ولا
مُطاوَلَته.
والسَّماوَةُ: ماءٌ بالبَادِية. وأَسْمَى الرجلُ إذا أَتَى السَّماوة
أَو أَخذ ناحِيَتَها، وكانت أُمُّ النعمانِ سُمِّيَتْ بها فكان اسْمُها
ماءَ السَّماوَةِ فسمَّتْها العَرَبُ ماءَ السَّماءِ. وفي حديث هاجَرَ:
تلْكَ أُمُّكُمْ يا بَني ماءِ السَّماء؛ قال: يريد العَرَب لأَنَّهُمْ
يَعِيشُونَ بماءٍ المَطَرِ ويَتْبَعُون مَساقِطَ المَطَرِ. والسَّماوَةُ: موضِع
بالبادِية ناحِيةَ العواصِمِ.قال ابن سيده: كانت أُمُّ النُّعْمانِ
تُسَمَّى ماء السَّماء. قال ابن الأَعرابي: ماءُ السَّماءِ أُمُّ بَني ماء
السماءِ لم يكن اسمها غير ذلك. والبَكْرَةُ من الإبل تُسْتَمَى بعد أَربع
عشرةَ ليلةً أَو بعد إحدى وعشرين أَي تُخْتَبرُ أَلاقِحٌ هي أَم قال لا؛
ابن سيده: حكاه ابن الأَعرابي، وأَنكر ثعلب وقال: إنما هي تُسْتَمْنَى من
المُنْية، وهي العدَّة التي تعرف بانتهائها أَلاقح هي أَم لا.
واسم الشيءِ وسَمُه وسِمُه وسُمُه وسَماهُ: علامَتُه. التهذيب: والإسم
أَلفُه أَلفُ وصلٍ، والدليل على ذلك أَنَّك إذا صَغَّرْت الإسمَ قلت
سُمَيٌّ، والعرب تقول: هذا اسمٌ موصول وهذا أُسْمٌ. وقال الزجاج: معنى قولنا
اسمٌ هو مُشْتَق من السُّموِّ وهو الرِّفْعَة، قال: والأَصل فيه سِمْوٌ
مثلُ قِنْوٍ وأَقْناءِ. الجوهري: والإسمُ
مُشْتَقٌّ من سَموْتُ لأَنه تَنْويهٌ ورِفْعَةٌ، وتقديرُه إفْعٌ،
والذاهب منه الواو لأَنَّ جمعَه أَسماءٌ وتصغيره سُمَيٌّ، واخْتُلف في تقدير
أَصله فقال بعضهم: فِعْلٌ، وقال بعضهم: فُعْلٌ، وأَسماءٌ يكونُ جَمْعاً
لهذا الوَزْن، وهو مثلُ جِذْعٍ وأَجْذاع وقُفْل وأَقْفال، وهذا لا يُدْرَي
صِيغتهُ إلاَّ بالسمعِ، وفيه أَربعُ لُغاتٍ: إسمٌ وأُسْمٌ، بالضم، وسِمٌ
وسُمٌ؛ ويُنْشَد:
واللهُ أَسْماكَ سُماً مُبارَكَا،
آثَرَكَ اللهُ به إيثارَكا
وقال آخر:
وعامُنا أَعْجَبَنا مُقَدِّمُهْ،
يُدْعَى أَبا السَّمْحِ وقِرْضابٌ سِمُهُ،
مُبْتَرِكاً لكلِّ عَظْمٍ يَلْحُمُهْ
سُمُه وسِمُه، بالضم والكسر جميعاً، وأَلِفُه أَلفُ وصْلٍ، وربما
جَعَلَها الشاعر أَلِفَ قَطْعٍ للضرورة كقول الأَحْوص:
وما أَنا بالمَخْسُوسٍ في جِذْمِ مالِكٍ،
ولا مَنْ تَسَمَّى ثم يَلْتَزِمُ الإسْما
قال ابن بري: وأَنشد أَبو زيد لرجل من كَلْب:
أَرْسَلَ فيها بازِلاً يُقَرِّمُهْ،
وهْوَ بها يَنْحُو طَريقاً يَعْلَمُهْ،
باسْمِ الذي في كل سُورةٍ سِمُهْ
وإذا نَسَبْت إلى الاسم قلت سِمَوِيّ وسُموِيّ، وإنْ شئت اسْمِيٌّ،
تَرَكْته على حاله، وجَمعُ الأَسْماءِ أَسامٍ، وقال أَبو العباس: الاسْمُ
رَسْمٌ
وسِمَة تُوضَعُ على الشيء تُعرف به؛ قال ابن سيده: والاسمُ اللفظُ
الموضوعُ على الجوهَرِ أَو العَرَض لتَفْصِل به بعضَه من بعضٍ كقولِك
مُبْتَدِئاً اسمُ هذا كذا، وإن شئتَ قلت أُسْمُ هذا كذا، وكذلك سِمُه وسُمُه. قال
اللحياني: إسْمُه فلان، كلامُ العرب. وحُكِيَ عن بني عَمْرو بن تَميمٍ:
أُسْمه فلان، بالضم، وقال: الضمُّ في قُضاعة كثيرٌ، وأَما سِمٌ فعلى لغة
من قال إسمٌ، بالكسر، فطرحَ الأَلف وأَلقى حَرَكَتها على السين أَيضاً؛
قال الكسائي عن بني قُضاعة:
باسْمِ الذي في كلِّ سورةٍ سُمُهْ
بالضم، وأُنْشِد عن غير قُضاعة سِمُهْ، بالكسر. قال أَبو إسحق: إنما
جُعِلَ الإسمُ تَنْوِيهاً بالدَّلالةِ على المعنى لأَنَّ المعنى تحت
الإسْمِ. التهذيب: ومن قال إنَّ إسْماً مأْخوذٌ
من وَسَمْت فهو غلط، لأَنه لو كان اسمٌ
من سمته لكان تصغيرُهُ وسَيْماً مثلَ تَصْغير عِدَةٍ وَصِلَةٍ وما
أَشبههما، والجمع أَسْماءٌ. وفي التنزيل: وعَلَّمَ آدمَ الأَسْماءَ كلَّها؛
قيل: معناه علَّمَ آدمَ أَسْماءَ جميعِ المخلوقات بجميع اللغات العربيةِ
والفارسية والسُّرْيانِيَّة والعِبْرانيَّة والروميَّة وغيرِ ذلك من سائرِ
اللغات، فكان آدمُ، على نبيِّنا محمدٍ وعليه أَفضل الصلاة والسلام،
وولدُه يتكَلَّمون بها، ثم إنَّ ولدَه تفرَّقوا في الدنيا وعَلِقَ كلٌّ
منهم بلغة من تلك اللغات، ثم ضَلَّت عنه ما سِواها لبُعْدِ عَهْدِهم
بها، وجمع الأَسماءِ أَساميُّ وأَسامٍ؛ قال:
ولنا أَسامٍ ما تَلِيقُ بغَيْرِنا،
ومَشاهِدٌ تَهْتَلُّ حِينَ تَرانا
وحكى اللحياني في جمعِ الإسم أَسْماواتٌ، وحكى له الكسائي عن بعضهم:
سأَلتُك بأَسماواتِ الله، وحكى الفراء: أُعِيذُكَ بأَسماواتِ الله، وأَشْبَه
ذلك أَن تكونَ أَسماواتٌ جمع أَسماءِ وإلا فلا وجه له.
وفي حديث شُريح: أَقتَضِي مالي مُسَمّىً أَي باسمي، وقد سَمَّيْته
فلاناً وأَسْمَيته إياه، وأَسْمَيته وسَمَّيته به. الجوهري: سَمَّيت فلاناً
زيداً وسَمَّيْته بزيدٍ بمعنىً، وأَسْمَيته مثلُه فتسَمَّى به؛ قال سيبويه:
الأَصل الباء لأَنه كقولك عرَّفْته بهذه العلامة وأَوضحته بها؛ قال
اللحياني: يقال سَمَّيته فلاناً وهو الكلام، وقال: يقال أَسْمَيته فلاناً؛
وأَنشد:
واللهُ أَسْماكَ سُماً مُبارَكا
وحكى ثعلب: سَمَّوْته، لم يَحْكِها غيرُه. وسئل أَبو العباس عن الاسمِ:
أَهُو المُسَمَّى أَو غيرُ المُسمى؟ فقال: قال أَبو عبيدة الاسمُ هو
المُسَمَّى، وقال سيبويه: الاسم غير المُسَمَّى، فقيل له: فما قولُك؟ قال:
ليس فيه لي قول. قال أَبو العباس: السُّمَا، مقصور، سُمَا الرجلِ: بُعْدُ
ذهابِ اسْمِه؛ وأَنشد:
فدَعْ عنكَ ذِكْرَ اللَّهْوِ، واعْمِدْ بمِدْحةٍ
لِخَيْرِ مَعَدٍّ كُلِّها حيْثُما انْتَمَى
لأَْعْظَمِها قَدْراً، وأَكْرَمِها أَباً،
وأَحْسَنِها، وجْهاً، وأَعْلَنِها سُمَا
يعني الصِّيتَ؛ قال ويروى:
لأَوْضَحِها وجْهاً، وأَكْرَمِها أَباً،
وأَسْمَحِها كَفّاً، وأَبعَدِها سُمَا
قال: والأَول أَصح؛ وقال آخر:
أَنا الحُبابُ الذي يَكْفي سُمِي نَسَبي،
إذا القَمِيصُ تَعدَّى وَسْمَه النَّسَبُ
وفي الحديث: لما نزَلَتْ فسَبِّحْ
باسْمِ ربِّكَ العظيم، قال: إجْعَلُوها في رُكوعِكم، قال: الإسمُ ههنا
صلةٌ وزيادةٌ
بدليل أَنه كان يقول في ركوعه سبحانَ رَبيَ العظيم فحُذف الاسمُ، قال:
وعلى هذا قول من زَعم أَن الاسمَ هو المُسَمَّى، ومن قال إنه غيرُه لم
يَجْعَلْه صِلةً. وسَمِيُّكَ: المُسمَّى باسْمِك، تقول هو سَمِيُّ فلان إذا
وافَق اسمُه اسمَه كما تقول هو كَنِيُّه. وفي التنزيل العزيز: لم نَجْعلْ
له مِن قَبْلُ سَمِيّاً؛ قال ابن عباس: لم يُسَمَّ قبلَه أَحدٌ بيَحْيى،
وقيل: معنى لم نَجْعلْ له من قبلُ سَمِيّاً أَي نَظِيراً ومِثلاً، وقيل:
سُمِّيَ بيَحْيى لأَنه حَيِيَ بالعِلْمِ والحكْمة. وقوله عز وجل: هل
تَعْلَمُ له سَمِيّاً؛ أَي نَظِيراً يستَحِقُّ مثلَ اسمِه، ويقال مُسامِياً
يُسامِيه؛ قال ابن سيده: ويقال هل تَعْلَمُ له مِثْلاً؛ وجاء أَيضاً: لم
يُسَمَّ بالرَّحْمنِ إلا اللهُ، وتأْويلُه، والله أَعلم، هلْ تعلمُ
سَمِيّاً يستَحِق أٍَن يقال له خالِقٌ وقادِرٌ وعالِمٌ
لِما كان ويكون، فكذلك ليس إلا من صفات الله، عز وجل؛ قال:
وكمْ مِنْ سَمِيٍّ ليسَ مِثْلَ سَمِيِّهِ
مِنَ الدَّهرِ، إلا اعْتادَ عَيْنيَّ واشِلُ
وقوله، عليه الصلاة والسلام: سَمُّوا وسَمِّتوا ودَنُّوا أَي كُلَّما
أَكَلْتُم بينَ لُقْمَتين فسَمُّوا الله، عز وجل. وقد تسَمَّى به، وتسَمَّى
ببني فلان: والاهُمُ النَّسَبَ.
والسماء: فرَسُ صَخْرٍ أَخي الخنساء؛ وسُمْيٌ: اسم بلد؛ قال الهذلي:
تَرَكْنا ضُبْعَ سُمْيَ إذا اسْتباءَتْ،
كأَنَّ عَجِيجَهُنَّ عَجِيجُ نِيبِ
ويروى إذا اسسات
(* قوله «اسسات» هي هكذا بهذه الصورة في الأصل): وقال
ابن جني: لا أَعرفُ في الكلام س م ي غير هذه، قال: على أَنه قد يجوز أَن
يكونَ من سَمَوْت ثم لَحِقه التَّغْييرُ للعَلَمِية كحيوة. وماسَى فلانٌ
إذا سَخِرَ منه، وساماه إذا فاخَرَه، والله أَعلم.
معجم لسان العرب
الكلمة : سمي
جذر الكلمة
: سمم
معجم لسان العرب
- سمي
لسان العرب هو أحد معاجم اللغة العربية ويعدّ من أشملها وأكبرها، ألّفه ابن منظور وجمع مادته من خمسة مصادر هي: [1]
1. تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري
2. المحكم والمحيط الأعظم في اللغة لابن سيده
3. تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري
4. حواشي ابن بري على صحاح الجوهري
5. النهاية في غريب الحديث والأثر لعز الدين ابن الأثير.
يحوي هذا المعجم 80 ألف مادة، أي بزيادة 20 ألف مادة على القاموس المحيط. وهو من أغنى المعاجم بالشواهد، وهو جيد الضبط ويعرض الروايات المتعارضة ويرجح الأقوال فيها. ويذكر المعجم ما اشتق من اللفظ من أسماء القبائل والأشخاص والأماكن وغيرها. ويعدّ هذا المعجم موسوعة لغوية وأدبية لغزارة مادته العلمية واستقصائه واستيعابه لجُلّ مفردات اللغة العربية. وقد رتبه ابن منظور على الأبواب والفصول فجعل حروف الهجاء أبواباً أولها باب الهمزة وآخرها باب الألف اللينة. وجعل لكل حرف من هذه الأبواب فصولاً بعدد حروف الهجاء، وفي الباب الواحد والفصل يراعي الترتيب الهجائي في الحرف الثاني من الكلمات الواردة في كل باب وفصوله، وقد رتب الكلمات على أواخرها، فما كان آخره اللام تجده في باب اللام.
أراد ابن منظور بكتابه أن يجمع بين صفتين: الاستقصاء والترتيب؛ إذ كانت المعاجم السابقة –كما يقول هو– تعنى بأحد هذين الأمرين دون الآخر، وأخذ على نفسه أن يأخذ ما في مصادره الخمسة بنصه دون خروج عليه، واعتبر هذا جهده الوحيد في الكتاب، وتبرأ من تبعة أية أخطاء محتملة بأن ما قد يقع في الكتاب من خطأ هو من الأصول، وإن تصرف قليلا في النهاية فغير شيئاً من ترتيبها. [1]
الطبعات
طبع الكتاب مرات عديدة أولاها بدار المعارف في تونس ومن ثم صدر في 20 مجلداً في بولاق سنة 1299 هجرية، ثم بمصر سنة 1330 هجرية. والعديد من الطبعات الحديثة التي جاءت في 15 مجلداً كطبعة دار صادر في بيروت سنة 1968 ودار لسان العرب عام 1970 م.
قام يوسف خياط ونديم مرعشلي بإعادة بناء المعجم على الحرف الأول من الكلمة وأضافا إليه جميع المصطلحات العلمية التي أقرتها المجامع العلمية في سوريا ومصر والعراق والجامعات العربية. ومن أحدث الطبعات للمعجم طبعة دار إحياء التراث العربي في بيروت وقد صدرت في 18 مجلداً ثلاثة منها للفهارس، وقد اعتمدت على تنظيم المواد على الترتيب الأبجدي.
عدد جذور المعجم
الثلاثي 6538
الرباعي 2548
الخماسي 187
المجموع 9273
السَّمُّ والسِّمُّ والسُّمُّ: القاتلُ، وجمعها سِمامٌ. وفي حديث
عليّ، عليه السلام، يذُمُّ الدنيا: غذاؤها سِمام، بالكسر؛ هو جمع السَّمِّ
القاتل. وشيءٌ مَسْمُوم: فيه سَمٌّ. وسَمَّتْه الهامَّة: أَصابَتْه
بسَمِّها. وسَمَّه أَي سقاه السمَّ. وسَمَّ الطعام: جعل فيه السُّمَّ.
والسَّامَّةُ: الموتُ، نادر، والمعروف السَّامُ، بتخفيف الميم بلا هاء. وفي
حديث عُمير بن أَفْصَى: تُورِدُه السَّامَّةَ أَي الموت، قال: والصحيح في
الموت أَنه السَّامُ، بتخفيف الميم. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: قالت
لليهود عليكم السَّامُ والدَّامُ. وأَما السَّامَّةُ، بتشديد الميم، فهي
ذواتُ السُّمومِ من الهوامِّ، ومنه حديث ابن عباس: اللهم إِني أَعوذُ بك
من كل شيطان وهامَّه، ومن كلِّ
عَيْنٍ لامَّه، ومن شرِّ كل سامَّه. وقال شمر: ما لا يَقْتُل ويَسُمُّ
فهي السَّوامُّ، بتشديد الميم، لأَنها تَسُمُّ ولا تبلغ أَن تقتُل مثل
الزُّنْبور والعَقْرب وأَشباههما. وفي الحديث: أُعِيذُكُما بكَلِمات الله
التامَّه من كل سامَّه. والسَّمُّ: سَمُّ الحية. والسامَّةُ: الخاصَّة؛
يقال: كيف السَّامَّةُ والعامَّةُ. والسُّمَّةُ: كالسامَّةِ؛ قال رؤبة:
ووُصِلَتْ في الأَقْربينَ سُمَمُهْ
وسَمَّه سَمّاً: خصَّه. وسَمَّتِ النِّعْمَةُ أَي خصَّت؛ قال العجاج:
هو الذي أَنْعَمَ نُعْمى عَمَّتِ،
على البِلاد، رَبُّنا وسَمَّتِ
وفي الصحاح:
على الذين أَسْلَموا وسَمَّتِ
أَي بَلَغت الكلَّ. وأَهل المَسَمَّةِ: الخاصَّةُ والأَقارب، وأَهلُ
المَنْحاة: الذين ليسُوا بالأَقارب. ابن الأَعرابي: المَسَمَّةُ الخاصَّةُ،
والمَعَمَّةُ العامَّةُ. وفي حديث ابن المسيّب: كنا نقول إِذا أَصبَحْنا:
نعوذُ بالله من شر السامَّة والعامَّة؛ قال ابن الأَثير: السَّامَّة
ههنا خاصَّة الرجل، يقال: سَمَّ إِذا خَصَّ. والسَّمُّ: الثَّقْبُ. وسَمُّ
كلِّ شيء وسُمُّه: خَرْتُه وثَقْبُه، والجمع سُمُومٌ، ومنه سَمُّ
الخِيَاط. وفي التنزيل العزيز: حتى يَلِجَ الجمَلُ في سَمِّ الخِياطِ؛ قال يونس:
أَهل العالية يقولون السُّمُّ والشُّهْدُ، يَرْفَعُون، وتميم تفتح
السَّمَّ والشَّهْدَ، قال: وكان أَبو الهيثم يقول هما لغتان سَمٌّ وسُمٌّ لخرق
الإِبْرة. وسُمَّةُ المرأَة: صَدْعُها وما اتَّصل به من رَكَبِها
وشُفْرَيْها. وقال الأَصمعي: سُمَّةُ المرأَة ثَقْبة فَرْجِها. وفي الحديث:
فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئتم سِماماً واحداً؛ أَي مَأْتىً واحداً، وهو
من سِمام الإِبرة ثَقْبِها، وانْتَصَب على الظرف، أَي في سِمام واحد، لكنه
ظرف مخصوص، أُجري مُجْرى المُبْهَم.
وسُمومُ الإِنسانِ والدابة: مَشَقُّ جِلْده
(* قوله «مشق جلده» الذي في
المحكم: مشاق). وسُمُوم الإِنسانِ وسِمامُه: فَمُه ومَنْخِرُه وأُذنُه،
الواحد سَمٌّ وسُمٌّ؛ قال: وكذلك السُّمُّ القاتل، يضم ويفتح، ويجمع على
سُموم وسِمام.
ومَسامُّ الجسد: ثُقَبُه. ومَسامُّ الإنسان: تَخَلْخُل بشرته وجلْده
الذي يبرُزُ عَرقُهُ وبُخار باطنه منها، سمِّيت مَسامَّ لأَن فيها خُروقاً
خفيّة وهي السُّموم، وسُمومُ الفَرس: ما رقَّ عن صَلابة العظْم من جانبي
قصَبة أَنفه إِلى نَواهِقه، وهي مَجاري دموعه، واحدها سَمٌّ. قال أَبو
عبيدة: في وجه الفرس سُمومٌ، ويستحب عُرْيُ سُمومِه، ويستدلّ به على
العِتْق؛ قال حُمَيْدُ بن ثور يصف الفرَس:
طِرْف أَسِيل مَعْقِد البَرِيمِ،
عارٍ لَطيف موضع السُّمُومِ
وقيل: السَّمَّانِ عِرْقان في أَنف الفرس. وأَصاب سَمَّ حاجتِه أَي
مطلَبَه، وهو بصير بسَمِّ حاجته كذلك.
وسَمَمْت سَمَّك أَي قصدت قَصْدَك. ويقال: أَصبت سَمَّ حاجتك في وجهها.
والسَّمُّ: كل شيء كالوَدَعِ يخرُج من البحر. والسُّمَّةُ والسَّمُّ:
الوَدَع المنظومُ وأَشباهُه، يستخرَجُ من البحر يُنْظَم للزينة، وقال الليث
في جمعه السُّموم، وقد سَمَّه؛ وأَنشد الليث:
على مُصْلَخِمٍّ ما يكاد جَسِيمُه
يَمُدُّ بِعِطْفَيْه الوَضِينَ المُسَمَّما
أَراد: وَضِيناً مزيَّناً بالسُّموم. ابن الأَعرابي: يقال لِتَزاويقِ
وجهِ السَّقْف سَمَّان، وقال غيره: سَمُّ الوَضِينِ عُرْوَتُه، وكل خَرْق
سَمٌّ. والتَّسْمِيمُ: أَن يتخذ للْوَضينِ عُرىً؛ وقال حميد بن ثور:
على كلِّ نابي المَحْزِمَيْنِ تَرى له
شَراسِيفَ، تَغْتالُ الوَضِينَ المُسَمَّما
أَي الذي له ثلاث عُرىً وهي سُمُومُه. وقال اللحياني: السَّمَّانُ
الأَصْباغُ التي تُزَوَّقُ بها السقُوف، قال: ولم أَسمع لها بواحدة. ويقال
لِلْجُمَّارة: سُمَّة القُلْب. قال أَبو عمرو: يقال لِجُمَّارة النخلة
سُمَّة، وجمعها سُمَم، وهي اليَقَقَةُ.
وسَمَّ بين القوم يَسُمُّ سَمَّاً: أَصْلَح. وسَمَّ شيئاً: أَصلحه.
وسَمَمْت الشيءَ أَسُمُّه: أَصلحته. وسَمَمْت بين القوم: أَصْلَحْت؛ قال
الكميت:
وتَنْأَى قُعُورُهُمُ في الأُمُور
على مَنْ يَسُمُّ، ومَن يَسْمُل
وسَمَّه سَمّاً: شدَّه. وسَمَمْت القارورةَ ونحوَها والشيءَ أَسُمُّه
سَمّاً: شدَدْتُه، ومثله رَتَوْتُه. وما له سَمٌّ ولا حَمٌّ، بالفتح، غيرُك
ولا سُمٌّ ولا حُمٌّ، بالضم، أَي ما له هَمٌّ غيرك. وفلان يَسُمُّ ذلك
الأَمر، بالضم، أَي يَسبُره وينظُر ما غَوْرُهُ.
والسُّمَّةُ: حصير تُتَّخذ من خوص الغَضف، وجمعها سِمامٌ؛ حكاه أَبو
حنيفة. التهذيب: والسُّمَّةُ شِبْه سفرة عريضة تُسَفُّ من الخوص وتبسط تحت
النخلة إِذا صُرِمت ليسقُط ما تَناثَر من الرُّطَب والتمر
(* قوله
«والتمر» الذي في التكملة: والبسر) عليهما، قال: وجمعها سُمَمٌ.
وسامُّ أَبْرَصَ: ضرب من الوَزَغ. وفي التهذيب: من كبار الوَزَغ،
وسامَّا أَبرصَ، والجمع سَوامُّ أَبْرصَ. وفي حديث عِياض: مِلْنا إِلى صخرة
فإِذا بَيْض، قال: ما هذا؟ قال: بيض السامِّ، يريد سامَّ أَبْرصَ نوع من
الوَزَغ.
والسَّمُومُ: الريحُ الحارَّة، تؤنث، وقيل: هي الباردة ليلاً كان أَو
نهاراً، تكون اسماً وصفة، والجمع سَمائم. ويومٌ سامٌّ ومُسِمٌّ؛ الأَخيرة
قليلة عن ابن الأَعرابي. أَبو عبيدة: السَّمومُ بالنهار، وقد تكون بالليل،
والحَرُور بالليل، وقد تكون بالنهار؛ يقال منه: سُمَّ يومُنا فهو
مَسْمومٌ؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمَّة:
هَوْجاء راكِبُها وَسْنانُ مَسْمُومُ
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كانت تصوم في السفَر حتى أَذْلَقَها
السَّمُومُ؛ هو حرُّ النهار. ونَبْتٌ مَسْمُومٌ: أَصابتْه السَّمومُ. ويومٌ
مَسْمُومٌ: ذو سَمومٍ؛ قال:
وقد عَلَوْت قُتودَ الرَّحْل، يَسْفَعُني
يوم قُدَيْدِمُهُ الجَوْزاء مَسْموم
التهذيب: ومن دوائر الفرس دائرة السَّمامةِ، وهي التي تكون في وَسَط
العُنُق في عَرضها، وهي تستحبُّ، قال: وسُمومُ الفَرس أَيضاً كل عظْم فيه
مُخٌّ، قال: والسُّمومُ أَيضاً فُروجُ الفَرس، واحدها سَمٌّ، وفُروجُه
عَيناه وأُذناه ومَنْخِراه؛ وأَنشد:
فنَفَّسْتُ عن سَمَّيْه حتى تَنَفَّسا
أَراد عن مَنْخِريه. وسُمومُ السيف: حُزوزٌ فيه يعلَّمُ بها؛ قال الشاعر
يمدح الخَوارج:
لِطافٌ بَراها الصومُ حتى كأَنَّها
سُيوف يَمانٍ، أَخْلَصَتْها سُمُومُها
يقول: بَيَّنَت هذه السُّموم عن هذه السيوف أَنها عُتُق، قال: وسُموم
العُتُق غير سُموم الحُدْث. والسَّمام، بالفتح: ضَرْب من الطير نحو
السُّمانى، واحدته سَمامَة؛ وفي التهذيب: ضرب من الطير دون القَطَا في
الخِلْقَة، وفي الصحاح: ضرب من الطير والناقة السريعة أَيضاً؛ عن أَبي زيد؛ وأَنشد
ابن بري شاهداً على الناقة السريعة:
سَمام نَجَتْ منها المَهارَى، وغُودِرَتْ
أَراحِيبُها والمَاطِلِيُّ الهَمَلَّعُ
وقولهم في المثَل: كلَّفْتَني بَيْضَ السَّماسِم؛ فسرَّه فقال:
السَّماسِمُ طير يُشْبه الخُطَّاف، ولم يذكر لها واحداً. قال اللحياني: يقال في
مثَل إِذا سُئل الرجل ما لا يَجِد وما لا يكون: كلَّفْتني سَلَى جَمَلٍ،
وكلفتني بَيْضَ السَّماسِم، وكلفتني بيض الأَنُوق؛ قال: السَّماسِم طير
مثل الخَطاطيف لا يُقْدَر لها على بيض.
والسَّمامُ: اللواء، على التشبيه. وسَمامَةُ الرجُلِِ وكلِّ شيء
وسَماوتُه: شخصُه، وقيل: سَماوتُه أَعلاه. والسَّمامَةُ: الشخص؛ قال أَبو
ذؤيب:وعادِيَة تُلْقِي الثِّيابَ كأَنَّما
تُزَعْزِعُها، تحت السَّمامةِ، ريحُ
وقيل: السَّمامة الطَّلْعة. والسَّمامُ والسَّمْسامُ والسُّماسِم
والسُّمْسُمانُ والسُّمْسُمانيُّ، كله: الخفيف اللطيفُ السريعُ من كل شيء، وهي
السَّمْسَمةُ. والسَّمْسامةُ: المرأَة الخفيفة اللطيفة.
ابن الأَعرابي: سَمْسَمَ الرجلُ إِذا مَشى مَشْياً رفِيقاً.
وسَمسَمٌ وسَمْسامٌ: الذِّئب لخِفَّته، وقيل: السَّمْسَم الذئب الصغير
الجسم. والسَّمْسَمَةُ: ضرب من عَدْوِ الثَّعْلب، وسَمْسَمٌ والسَّمْسَمُ
جميعاً من أَسمائه. ابن الأَعرابي: السَّمْسَمُ، بالفتح، الثَّعْلب؛
وأَنشد:
فارَقَني ذَأْلانُه وسَمْسَمُه
والسَّمامةُ والسمْسُمة والسِّمْسِمة: دُوَيْبَّة، وقيل: هي النملة
الحمراء، والجمع سَماسِم. الليث: يقال لدُّوَيْبَّة على خِلْقة الآكِلَة
حمراء هي السِّمْسِمة؛ قال الأَزهري: وقد رأَيتها في البادية، وهي تَلْسع
فتُؤلم إِذا لَسَعَت؛ وقال أَبو خيرة: هي السَّماسِم، وهي هَناتٌ تكون
بالبصرة تَعَضُّ عَضّاً شديداً، لَهُنَّ رؤوس فيها طول إِلى الحمرة
أَلوانُها.وسَمْسَم: موضع؛ قال العجاج:
يا دارَ سَلْمَى، يا اسْلَمِي ثم اسْلَمِي
بسَمْسَمٍ، أَو عن يمين سَمْسَمِ
وقال طُفَيل:
أَسَفَّ على الأَفلاجِ أَيمنُ صَوْبهِ،
وأَيْسَره يَعْلو مَخارِمَ سَمْسَمِ
وقال ابن السكيت: هي رَمْلة معروفة؛ وقول البَعِيث:
مُدامِنُ جَوعاتٍ، كأَنَّ عُروقَه
مَسَارِبُ حَيَّات تَشَرَّبْنَ سَمْسَمَا
قال: يعني السَّمَّ، قال: ومن رواه تَسَرَّبْنَ جعل سَمْسَماً رملة،
ومساربُ الحيات: آثارها في السهل إِذا مرَّت، تَسَرَّبُ: تجيء وتذهب، شبَّه
عروقه بمَجارِي حَيَّاتٍ لأَنها مُلْتوية.
والسِّمْسِمُ: الجُلْجُلانُ؛ قال أَبو حنيفة: هو بالسَّراة واليَمَنِ
كثير، قال: وهو أَبيض.
الجوهري: السِّمْسِمُ حَبُّ الحَلِّ. قال ابن بري: حكى ابن خالويه أَنه
يقال لبائعِ السِّمْسِمِ سَمَّاسٌ، كما قالوا لبائع اللُّؤلؤ لأْ آلٌ.
وفي حديث أَهل النار: كأَنهم عِيدانُ السَّماسِمِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا
يروى في كتاب مُسْلِمٍ على اختلاف طُرْقِهِ ونُسَخِه، فإِن صحَّت الرواية
فمعناه أَن السَّماسِم جمع سِمْسِم، وعيدانُه تَراها إِذا قُلِعت
وتُرِكَتْ ليؤخذ حَبُّها دِقاقاً سُوداً كأَنَّها محترقة، فشبه بها هؤلاء الذين
يخرجون من النار، قال: وطالما تَطَلَّبْتُ معنى هذه اللفظة وسأَلت عنها
فلم أَرَ شافياً ولا أُجِبْتُ فيها بِمُقْنِعٍ، وما أَشبه ما تكون
مُحَرَّفةً، قال: وربما كانت كأَنهم عيدان السَّاسَمِ، وهو خشب كالآبنوس، والله
أعلم.