المعاجم

الشَّتُّ: الافتراق والتَّفْريقُ. شَتَّ شَعْبُهم يَشِتُّ شَتًّا وشَتاتاً، وانْشَتَّ، وتَشَتَّتَ أَي تَفَرَّقَ جمعُه؛ قال الطرماح: شَتَّ شَعْبُ الحَيِّ بعد التِئامِ، وشَجاكَ الرَّبْعُ، رَبْعُ المُقامِ وشَتَّته اللهُ وأَشَتَّه، وشَعْبٌ شَتِيتٌ مُشَتَّتٌ؛ قال: وقد يَجْمَعُ اللهُ الشَّتِيتَينِ، بعدما يَظُنَّانِ، كلَّ الظَّنِّ، أَنْ لا تَلاقِيا وفي التنزيل العزيز: يومئذ يَصْدُر الناسُ أَشْتاتاً؛ قال أَبو إِسحق: أَي يَصْدُرُونَ متفرِّقين، منهم مَن عَمِلَ صالحاً، ومِنهم مَن عمل شرّاً.الأَصمعي: شَّتَّ بقلبي كذا وكذا أَي فَرَّقه. ويقال: أَشَتَّ بي قومي أَي فَرَّقُوا أَمْري. ويقال: شَتُّوا أَمْرَهم أَي فَرَّقوه. وقد اسْتَشَتَّ وتَشَتَّتَ إِذا انْتَشَر. ويقال: جاء القوم أَشْتاتاً، وشَتاتَ شَتاتَ. ويقال: وقعوا في أَمْرٍ شَتٍّ وشَتَّى. ويقال: إِني أَخافُ عليكم الشَّتاتَ أَي الفُرْقة. وثَغْرٌ شَتِيتٌ: مُفَرَّقٌ مُفَلَّج؛ قال طرفة: عن شَتِيتٍ كأَقاحِ الرَّمْلِ غُرّ وأَمْرٌ شَتُّ أَي مَتَفَرِّقٌ. وشَتَّ الأَمْرُ يَشِتُّ شَتًّا وشَتاتاً: تَفَرَّقَ. واسْتَشَتَّ مثلُه، وكذلك التَّشَتُّتُ. وشَتَّته تَشْتِيتاً: فَرَّقه. والشَّتِيتُ: المُتَفَرِّقُ؛ قال رؤْبة يصف إِبلاً: جاءَتْ مَعاً، واطَّرَقَتْ شَتِيتا، وهي تُثِيرُ السَّاطِعَ السِّخْتِيتا وقومٌ شَتَّى: مُتَفَرِّقون؛ وأَشياء شَتَّى. وفي الحديث: يَهْلِكُون مَهْلَكاً واحداً، ويَصْدُرونَ مَصادِرَ شَتَّى. وفي الحديث في الأَنبياء: وأُمهاتُهُم شَتَّى أَي دينُهم واحدٌ وشرائعُهم مختلفة؛ وقيل: أَراد اختلاف أَزمانهم. وجاءَ القَوْم أَشْتاتاً: مُتَفَرِّقين، واحدُهم شَتَّ. والحمد لله الذي جمعنا من شَتٍّ أَي تَفْرقةٍ. وإِنَّ المجلس لَيَجْمَعُ شُتُوتاً من الناس وشَتَّى أَي فِرَقاً؛ وقيل: يجمع ناساً ليسوا من قبيلة واحدة. وشَتَّانَ ما زيدٌ وعمرٌو، وشَتَّانَ ما بينهما أَي بَعُدَ ما بينهما؛ وأَبَى الأَصمَعيُّ شَتَّانَ ما بينهما؛ قال أَبو حاتم فأَنشدته قولَ ربيعةَ الرَّقِّيِّ: لَشَتَّانَ ما بين اليَزِيدَينِ في النَّدَى: يَزيدِ سُلَيْمٍ، والأَغَرَّ بنِ حاتِم (* قوله «يزيد سليم» كذا في التهذيب. والذي في المحكم: يزيد أَسيد اهـ. وضُبطا بالتصغير.) فقال: ليس بفصيح يُلْتَفَتُ إِليه؛ وقال في التهذيب: ليس بحجة، إِنما هو مولَّد؛ والجة الجَيِّدُ قولُ الأَعشى: شَتَّانَ ما يَوْمِي على كُورِها، ويَوْمُ حَيَّانَ، أَخي جابِرِ معناه: تَباعَدَ الذي بينهما. التهذيب: يقال شَتَّانَ ما هما. وقال الأَصْمَعي: لا أَقول شَتَّانَ ما بينهما. قال ابن بري في بيت ربيعة الرَّقِّيِّ: إِنه يمدح يزيدَ ابنَ حاتِم بن قَبِيصة بن المُهَلَّبِ، ويهجُو يزيدَ ابنَ أُسَيْدٍ السُّلَمِيّ؛ وبعده: فَهَمُّ الفَتى الأَزْدِيّ إِتْلافُ مالِه، وهَمُّ الفَتى القَيْسِيِّ جمعُ الدَّراهِمِ فلا يَحْسَبُ التِّمْتامُ أَني هَجَوْتُه، ولكَنَّني فَضَّلْتُ أَهلَ المكارِمِ قال ابن بري: وقول الأَصمعي: لا أَقول شَتَّانَ ما بينهما، ليس بشيءٍ، لأَِنَّ ذلك قد جاء في أَشعار الفُصَحاء من العرب؛ من ذلك قول أَبي الأَسْوَدِ الدُّؤَليِّ: فإِنْ أَعَفُ، يوماً، عن ذُنُوبٍ وتَعْتَدِي، فإِنَّ العَصا كانتْ لغيرك تُقْرَعُ وشَتَّانَ ما بيني وبينَكَ، إِنَّني، على كلِّ حالٍ، أَسْتَقِيمُ، وتَظْلَعُ قال: ومثله قولُ البَعِيثِ: وشَتَّانَ ما بيني وبين ابنِ خالدٍ، أُمَيَّةَ، في الرِّزْق الذي يَتَقَسَّمُ وقال آخر: شَتَّانَ ما بيني وبين رُعاتِها، إِذا صَرْصَرَ العُصْفُورُ في الرُّطَبِ الثَّعْدِ وقال الأَحْوَصُ: شَتَّانَ، حينَ يَنُِثُّ الناسُ فِعْلَهُما، ما بين ذِي الذَّمِّ، والمحمودِ إِن حُمِدا قال: ويقال شَتَّانَ بينهما، مِن غير ذكر ما؛ قال حَسَّان بن ثابت: وشَتَّانَ بينكما في النَّدَى، وفي البأْسِ، والخُبْرِ والمَنظَرِ وقال آخر: أُخاطِبُ جَهْراً، إِذ لَهُنَّ تَخافُتٌ، وشَتَّانَ بين الجَهْرِ،والمَنْطِقِ الخَفْتِ وقال جميل: أُرِيدُ صَلاحَها، وتُريد قَتْلي، وشَتَّا بين قَتْلي والصَّلاحِ فحذف نون شتان لضرورة الشعر. وشَتَّانَ: مصروفة عن شَتُتَ، فالفتحة التي في النون هي الفتحة التي كانت في التاء، وتلك الفتحة تدل على أَنه مصروف عن الفعل الماضي، وكذلك وَشْكانَ وسَرْعانَ مصروف من وَشُكَ وسَرُعَ؛ تقول: وَشْكانَ ذا خُروجاً، وسَرْعانَ ذا خُروجاً وأَصله وَشُكَ ذا خُروجاً، وسَرُع ذا خُروجاً؛ روى ذلك كله ابن السكيت عن الأَصمعي. أَبو زيد: شَتَّانَ منصوب على كل حال، لأَِنه ليس له واحد؛ وقال في قوله: شَتَّانَ بَيْنُهُما في كلِّ مَنْزِلةٍ، هذا يُخافُ وهذا يُرْتَجى أَبدا فرفع البين، لأَن المعنى وقَع له، قال: ومن العرب من ينصب بينهما، في مثل هذا الموضع،فيقول: شَتَّانَ بينَهما، ويُضْمِر ما، كأَنه يقول شَتَّ الذي بينهما، كقوله تعالى: لقد تَقَطَّع بَيْنَكم؛ قال أَبو بكر: شَتَّانَ أَخوك وأَبوك، وشَتَّانَ ما أَخوك وأَبوك، وشَتَّانَ ما بين أَخيك وأَبيك. فمن قال: شَتَّانَ، رفع الأَخَ بشَتَّانَ، ونَسَقَ الأَبَ على الأَخ، وفتح النون من شَتَّان، لاجتماع الساكنين، وشبههما بالأَدوات، ومن قال: شَتَّانَ ما أَخوك وأَبوك، رَفَعَ الأَخ بشتان، ونَسَقَ الأَبَ عليه، ودَخَلَ ما صِلَةً، ويجوز على هذا الوجه شَتَّانِ، بكسر النون، على أَنه تثنية شَتٍّ. والشَّتُّ: المُتَفَرِّق، وتثنيته: شَتَّانِ، وجمعه: أَشْتاتٌ. ومن قال: شَتَّانَ ما بين أَخيك وأَبيك، رفع ما بشتان على أَنها بمعنى الذي، وبين صلة ما؛ والمعنى شَتَّانَ الذي بين أَخيك وأَبيك؛ ولا يجوز في هذا الوجه كسر النون، لأَنها رفعت اسماً واحداً. قال ابن جني: شَتَّانَ وشَتَّى، كسَرْعانَ وسَكْرى؛ يعني أَن شَتَّى ليس مؤنثَ شَتَّان، كَسَكْرانَ وسَكْرى، وإِنما هما اسمان تواردا وتقابلا في عُرْضِ اللغة، من غير قَصْدٍ ولا إِيثارٍ، لتَقاوُدِهما.
: ( {شَتَّ) شَعْبهم، (} يَشِتُّ، {شَتًّا،} وشَتَاتاً، {وشَتِيتاً) : أَي (فَرَّقَ) . (و) } شتَّ أَيضاً: إِذا (افْتَرَقَ) . وأَمْر شَتٌّ: أَي مُتفرقٌ، ( {كانْشَتَّ) جَمْعُهُم. (} وتَشتَّتَ) : أَي تَفَرَّقَ؛ قَالَ الطِّرِمّاحُ: {شَتَّ شَعْبُ الحَيِّ بعدَ الْتِئامْ وشَجَاكَ الرَّبْعُ رَبْعُ المُقَامْ (} واسْتَشَتَّ) ، مِثْلُهُ. ( {وشَتَّتَهُ) اللَّهُ، (} وأَشَتَّهُ) : بِمَعْنى فَرَّقَه. (و) الشَّعْبُ ( {الشَّتِيتُ) : أَي (المُفَرِّقُ} المُشَتَّتُ) . وَعبارَة الصَّحاح: المتفرّق؛ قَالَ رُؤْبَةُ يصف إِبلاً: جاءَتْ مَعاً وَاطَّرَقَتْ شَتِيتَا وهْيَ تُثِيرُ السّاطِعَ السِّخْتِيتَا وَعَن الأَصْمَعِيّ: شَتَّ بقَلْبِي كَذَا وَكَذَا: أَي فَرَّقه. ويُقَالُ: أَشَتَّ بِي قَوْمي: أَي فَرَّقُوا أَمْرِي. ويُقَال: {شَتَّتُوا أَمْرَهم: أَي فَرَّقُوه. وَقد} اسْتَشَتَّ، {وتَشَتَّتَ: إِذَا انْتَشَرَ. ويُقَالُ: أَخافُ عليكُم} الشَّتَاتَ: أَي الفُرْقَةَ. (و) الشَّتِيتُ (من الثَّغْرِ) : المُفَلَّقُ (المُفَلَّجُ) ؛ قَالَ طَرَفَةُ: من {شَتِيتٍ كَأَقاحِ الرَّمْلِ غُرّ (وقَوْمٌ} شَتَّى) : مُتَفَرِّقُونَ، وأَشياءُ شَتَّى. قَالَ شيخُنَا: قيل: إِنَّهُ جمعُ شَتِيتٍ، كمَرْضَى ومَرِيضِ، وَقيل: مُفردٌ، وبَسَطَ فِيهِ الخَفَاجِيّ فِي العِنَايَة. انْتهى. وَفِي الحَدِيث: (يَهْلِكُونَ مَهْلَكاً واحِداً، ويَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتَّى) ، وَفِي الحَدِيث فِي الأَنبياء: (وأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى) ، أَي: دِينُهم واحدٌ، وشَرائعُهم مُخْتَلفَة. وَقيل: أَراد اختلافَ أَزمانِهم. ويُقَالُ: إِنّ الْمجْلس لَيَجْمَعُ شُتُوتاً من النّاس، وشَتَّى، (أَيْ: فِرَقاً) ، وَقيل: يَجمَعُ نَاسا (من غَيْرِ قَبِيلَةٍ) ، أَي: لَيْسُوا من قَبيلَة وَاحِدَة. (و) يُقَالُ: (جاؤُوا شَتَاتَ {شَتَاتَ) ، بِالْفَتْح. هَكَذَا فِي نسختنا، وَفِي نُسخةٍ: شَتَاتَ} وشَتَاتَ، بِزِيَادَة الْوَاو بينَهما، وجَوَّزَ شيخُنَا فِيهِ أَنْ يكون بالضَّمّ، كثُلاثَ ورُبَاعَ، كلُّ هاذا والتَّكْرارُ لَا يَظهرُ لَهُ وَجْهٌ. والّذي فِي لِسَان الْعَرَب، نقلا عَن الثِّقات، مَا نَصُّهُ: ويقالُ: جاءَ القومُ {شَتَاتاً، وشَتَاتَ. (أَي:} أَشْتَاتاً مُتفَرِّقِينَ) . واحدُ {الأَشْتاتِ:} شَتٌّ. والحمدُ اللَّهِ الّذِي جمَعَنا من شَتَ: أَي تَفْرِقَةِ. وهاذا هُوَ الصَّواب. ( {وشَتّانَ بَيْنَهُمَا) ، بِرَفْع نُون البَيْنِ، روى أَبو زيد فِي نوادره قولَ الشّاعر: } شَتَّانَ بَيْنهُما فِي كُلِّ مَنْزِلَةٍ هاذا يَخافُ وهاذا يَرْتَجِي أَبَدا فرفَعَ البَيْنَ قَالَ الأَزهريّ: (و) من الْعَرَب من (يَنْصِبُ) بينَهما، فِي مثل هاذا الْموضع، فيقولُ: شتَّانَ بينَهُما، ويُضْمِرُ (مَا) ، كأَنّه يقولُ: شَتّ الّذي بينَهما، كَقَوْلِه تَعَالَى: {لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} (الْأَنْعَام: 94) ، وَقَالَ حَسّانُ بْنُ ثابتٍ: وشَتّانَ بَيْنَكُما فِي النَّدَى فِي البَأْسِ والخُبْرِ والمنْظَرِ وَقَالَ آخَرُ: أُخاطِبُ جَهْراً إِذْ لَهُنَّ تَخافُتٌ وشَتَّانَ بَيْنَ الجَهْر والمَنْطقِ الْخَفْتِ (و) يُقالُ: شَتّانَ (مَا هُمَا) ، وشَتَّانَ مَا زيدٌ وعمرٌ و، وَهُوَ ثابتٌ فِي الفَصِيح وَغَيره، وصرَّحُوا بأَنَّ (مَا) زَائِدَة، (وهما) فاعلُهُ فِي المِثَال الأَوَّل؛ وَفِي مَا زيدٌ وعمرٌ و (مَا) زائدةٌ، وزيدٌ فاعلُ شَتّانَ، وعمرٌ وعَطفٌ عَلَيْهِ. قَالُوا: والشّاهدُ عَلَيْهِ قولُ الأَعْشَى: شَتّانَ مَا يَوْمِي على كُورِها ويَومُ حَيَّانَ أَخِي جابِرِ أَنشده ابنُ قتيبةَ فِي أَدب الْكَاتِب، وأَكثرُ شُرّاح الفصيح، قَالَه شيخُنَا. (و) يُقَال: شَتّانَ (مَا بَيْنَهُما) ، أَي: بَعُدَ مَا بَيْنهما. أَثبتَه ثعلبٌ فِي الفصيح، وَغَيره، وأَنكره الأَصمعيُّ؛ فَفِي الصَّحاح: قَالَ الأَصمعيّ: لَا يُقَال شَتَّان مَا بَيْنَهما. وَقَالَ ابنُ قُتَيْبَةَ فِي أَدب الْكَاتِب: يُقَال: شتَّانَ مَا هُما، وَلَا يُقالُ: شَتّانَ مَا بينَهما، وَفِي لِسَان الْعَرَب، وأَبَى الأَصْمَعِيُّ: شَتّانَ مَا بينَهما. قَالَ أَبو حاتِمٍ: فأَنشدتُهُ قولَ رَبِيعَةَ الرّقّيِّ يَمدَح يزيدَ بنَ حاتِمِ بْنِ المُهَلَّبِ، ويهجو يزيدَ بْنَ سُلَيْم: ! لَشَتّانَ مَا بَيْنَ اليَزِيدَيْنِ فِي النَّدَى يَزِيدِ سُلَيْمٍ والأَغَرِّ ابْنِ حاتِمِ فَهَمُّ الفَتَى الأَزْدِيِّ إِتْلافُ مالِهِ وهَمُّ الفَتَى القَيْسِيِّ جَمْعُ الدَّرَاهِمِ فَقَالَ: لَيْسَ بفصيح يُلتفتُ إِليه. وَقَالَ فِي التَّهذيب: لَيْسَ بحُجَّة، إِنّما هُوَ مُوَلَّد، والحُجَّةُ الجَيِّدَة قولُ الأَعْشَى المتقدّم ذكْرُه، مَعْنَاهُ: تباعدَ الَّذِي بينَهما. قَالَ ابنُ بَرِّيّ فِي حَوَاشِي الصَّحاح وقَوْل الأَصْمَعِيِّ: لَا أَقولُ شَتّانَ مَا بينَهما، لَيْسَ بشيْءٍ؛ لأَنّ ذالك قد جاءَ فِي أَشعار الفُصْحاءِ من الْعَرَب من ذَلِك قولُ أَبي الأَسْوَد الدُّؤَليّ: فإِنْ أَعْفُ يَوْمًا عَن ذُنُوبٍ وتَعْتَدِي فإِنَّ العَصَا كانَتْ لِغَيْرِكَ تُقْرَعُ وشَتّانَ مَا بَيْنِي وبَيْنَكَ إِنَّنِي على كُلِّ حالٍ أَسْتَقِيمُ وتَظْلَعُ قَالَ: ومثلُهُ قولُ البَعِيثِ: وشَتَّانَ مَا بَيْنِي وبَيْنَ ابْنِ خالِدٍ أُمَيَّةَ فِي الرِّزْقِ الّذِي يَتَقَسَّمُ (و) قَالَ أَبو بكر: شَتَّانَ (مَا عَمْرٌ و، و) شَتَّانَ (أَخُوهُ) وأَبُوهُ، وشَتّانَ مَا بينَ أَخِيه وأَبيه. فمَنْ قَالَ شتّانَ، رَفَعَ الأَخ بشَتّانَ، ونَسَقَ الأَبَ على الأَخِ، وفتَح النُّونَ من شَتّانَ، لِاجْتِمَاع السّاكنين، وشبَّههما بالأَدوات، وَمن قَالَ: شَتّانَ مَا عمرٌ و، رَفَعَ عَمْراً بشَتّانَ، وأَدخلَ (مَا) صِلَةً، كَذَا فِي اللِّسان. وَنقل مثلَ ذالك شيخُنا عَن اللَّبْلِيّ فِي شرح الفصيح، (أَي: بعُدَ مَا بَيْنَهُمَا) هاذا على أَنّه اسمُ فعلٍ ماضٍ، بِمَعْنى بَعُدَ، ولذالك بُنِيَ على الْفَتْح، لأَنّه نائبٌ عَن الْمَاضِي الّذي هُوَ لازمٌ لِلْفَتْحِ دَائِما. وفسَّره جماعةٌ بافْترَقَ، وَهُوَ الّذي عَلَيْهِ كثيرُون، ولذالك اشترطُوا فِي فعله التَّرَدُّدَ. وذهبَ جماعةٌ إِلى أَنَّه مَصدرٌ، وَهُوَ الّذي جزمَ بِهِ المَرْزُوقِيّ، والهَرَوِيّ فِي شرح الفصيح، والزَّجّاجُ، وغيرُ واحدٍ، قَالَه شيخُنا. (و) قد (تُكْسَرُ النُّونُ) ، عَن الفرّاءِ، كَمَا نقلَه الصّاغانيّ، (مصْرُوفَةً عَن:! شَتُتَ) ، ككَرُم، فالفتحة الّتي فِي النُّون، هِيَ الفتحة الّتي كَانَت فِي التّاءِ، وَتلك الفتحةُ تَدُلُّ على أَنّه مصروفٌ عَن الْفِعْل الْمَاضِي. وكذالك: وَشْكانَ، وسَرْعَانَ، مصروفٌ من: وَشُكَ وَسَرُعَ، تَقول: وَشْكانَ ذَا خُروجاً، وسَرْعانَ ذَا خُرُوجاً؛ وأَصلُه: وَشُكَ ذَا خُرُوجاً، وسَرُعَ ذَا خُروجاً. روَى ذالك كلَّه ابْنُ السِّكِّيت، عَن الأَصمعيّ. وَقَالَ أَبو زيد: شَتّانَ: مَنْصُوب على كلّ حَال، لأَنَّه لَيْسَ لَهُ واحدٌ. ثمّ إِنّ كسر نُون شَتّانَ، نَقله ثَعْلَب عَن الفَرّاءِ. وظاهرُ كَلَام الرَّضِيّ أَنّه رأْيٌ للأَصمعيّ أَيضاً، فإِنه وَجَّهَ فِي شرح الكافية اختيارَ الأَصمعيّ، ومنْعَهُ: شَتَّانَ مَا بَيْنَ، بأَمرينِ: الأَوّل: أَنّه وَرَدَ شَتّانِ، بِكَسْر النّون؛ والثّاني: أَنّ فاعلَه لَا يكونُ إِلاّ متعدّداً، كَمَا هُوَ ظاهرُ الِاسْتِعْمَال. وفسَّره بافْتَرقَ؛ وافتعلَ كتفاعلَ، لَا يكونُ فاعِلُه إِلاّ مُتَعَدِّداً. وَفِي شرح الفصيح، لابنِ دُرُسْتَوَيْه: تُكْسَرُ نونُ شَتَّانَ إِذا ذهبَ إِلى أَنّ الْمَعْنى لَمّا كَانَ للاثنينِ ظَنّ أَنّ شَتّانَ مثنًّى، فكسرَه، والعربُ كلُّهَا تفتحهُ، وَلم يُسْمَعْ بمصدرٍ مُثَنًّى، إِلاّ إِذا اخْتلف، فَصَارَ جِنسينِ، وذالك أَيضاً قليلٌ فِي كَلَامهم. قَالَ: ويلزَمُ الفَرّاءَ إِنْ كَانَ اثنينِ أَنْ يقولَ فِيهِ، فِي مَوضِع النَّصب والجَرّ،! شَتَّيْنِ، بالياءِ، وهاذه لَا يُجِيزُه عربيّ وَلَا نحويّ. وَنَقله أَبو جعفرٍ اللَّبْلِيّ. قَالَ شَيخنَا: وظاهرُ كَلَام شُرَّاح الفصيح وغيرِهم فِي أَنَّ الفرّاءَ إِنّما حكى فِي نونِ شتّان الكسْرَ فَقَط، وأَنّهُ مُثنَّى شتّ، وَهُوَ الّذي جزمَ بِهِ ابنُ دُرُسْتَوَيْه كَمَا مَرَّ، وَنَقله اللّبْلِيُّ وسَلَّمه، وَلَيْسَ الأَمْر كذالك، فإِنّ الْمَعْرُوف أَنَّ الفرّاءَ إِنّما حكى الكسرَ لُغةً فِي الْفَتْح. قَالَ فِي تَفْسِيره، عندَ قَوْله تَعَالَى: {مَا هَاذَا بَشَرًا} (يُوسُف: 31) ، أَنشد بعضُهُم: لشَتّان مَا أَنْوِي وَينْوِي بَنُو أَبِي جَمِيعاً فَمَا هاذانِ مُسْتوِيان تمَنَّوْا لِيَ المَوْتَ الَّذِي يَشْعَبُ الفَتَى وكُلُّ فَتى والمَوْتُ يَلْتَقِيَانِ قَالَ الفرّاءُ: يُقالُ: شتّانَ مَا أَنْوِي، بِنصب النُّون وخفضها. هاذا كلامُه، وَكَذَا نقل الصّاغانيُّ فِي العُبَاب عَنهُ: أَنّ كسر النُّون لُغةٌ فِي فتحهَا، وَلَيْسَ فِيهِ مَا زعمَه ابنُ دُرُسْتَوَيْه، وَبِه يَسْقُط تَرديدُ الهَرَوِيِّ فِي شرح الفصيح لِما قَالَ: والأَصل قولُ الفرّاءِ، فإِنّه يجوز أَن تكون النّون على أَصل التقاءِ السّاكنيْنِ. ويجوزُ أَنْ يكون تثنِيَةَ شتَ، وَهُوَ: التَّفرُّق. قَالَ شيخُنا: وزعمَ ابنُ الأَنْبَارِيّ فِي الزَّاهر: لَا يجوزُ كسر النُّون فِي شَتَّان مَا بَيْنَ أَخِيكَ وأَبيك، قَالَ: لأَنّها رفَعَت اسْما وَاحِدًا، وَيجوز كسرُها فِي غَيره، وَهُوَ: شتّان أَخُوك، وشتّان مَا أَخُوك وأَبُوك، فيجوزُ فِي هَذَا كسرُ النّون، على أَنَّه تَثنيةُ {شَتّ، هاذا كلامُه، وَفِيه مَا لَا يَخْفى. ثمَّ قَالَ: وشتّانَ اسمُ فعْل على الصَّحيح. وَقَالَ ابنُ عُصْفُورِ فِي شرح الإِيضاحِ: وَهُوَ ساكنٌ فِي الأَصل، إِلاّ أَنَّه حُرّك لاِلْتِقَاءِ السّاكنيْنِ. وَكَانَ الحَرَكةُ فتْحَةً، إِتْباعاً لِما قبلهَا، وطلَباً للخفَّة، ولأَنّه واقعٌ موقع الْمَاضِي، وَهُوَ مبْنِيٌّ على الْفَتْح، فجُعِلت حركتُه كحَركتِه. وزَعَمَ المَرْزُوقِيُّ فِي شرح الفصيح: أَنّ شَتَّان مصدرٌ، وَلم يُستعملْ فعلُه، وَهُوَ مبنيٌّ على الْفَتْح؛ لأَنه موضوعٌ موضعَ الفِعْل الْمَاضِي، تقديرُه: شتَّ زيدٌ، أَي: تَشتَّت، أَو تَفَرَّق جِدّاً. وَقَالَ ابنُ عُصفورٍ: وَزعم الزَّجَّاجُ أَنَّهُ مصدرٌ واقعٌ موقعَ الْفِعْل، جاءَ على فَعْلان، مُخَالف أَخواته فبُنِيَ لذَلِك. وَقَالَ أَبو عثمانَ المازنيُّ: شَتّانَ وسُبْحَانَ، وَيجوز تَنْوِينُهما، اسْمَيْنِ كَانَا أَو فِي موضعهما. وَقَالَ أَبو عليّ الفارسيّ، فِي التَّذْكِرَة القصريّة، بعد أَنْ نقل قولَ المازنِيّ: شَتّانَ إِذا كَانَ فِي مَوْضِعه، فَهُوَ اسْمٌ للْفِعْل، وَهُوَ شَتّ بِمَنْزِلَة صَهْ، فإِنْ نَوَّنْتَهُ، فَهُوَ نَكِرَةٌ، وإِنْ لم تُنَوِّنْه، فَهُوَ معرفَة، فإِن نقلت شَتّانَ عَن أَنْ يكونَ اسْماً للفِعل، فَجَعَلته اسْماً} للتَّشتيت من معرفَة، صارَ بمنزلةِ: سُبْحَانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الفَاخِرِ فِي أَنَّهُ اسمٌ للتَّنْزيه، معرفةٌ. وصَحَّحَ ابنُ أُمّ قَاسم فِي شرح الخُلاصة: أَنَّ شَتَّانَ اسمُ فِعْل، بِمَعْنى تَباعَدَ وافْتَرَقَ. قَالَ: وذهبَ أَبو حاتِم والزَّجّاجُ إِلى أَنّها مصدرٌ جاءَ عى فَعْلانَ، وَهُوَ وَاقع موقِعَ الْفِعْل. قلتُ: وَقد تقدَّم نصُّ كَلَام الزَّجّاج وَقَالَ الرَّضِيّ: إِنّها تَدُلُّ على التَّعَجُّب، وإِنَّ معنى شتَّان زيدٌ: مَا أَشدَّ الافتراقَ: وَقَالَ ابنُ جِنِّي: شتّانَ وشَتَّى، كسَرْعَانَ وسَكْرَى، يعنِي: أَنّ شَتَّى لَيْسَ مؤنَّث شَتّان، كسَكْرَان وسَكْرَى، وإِنّما هما اسمانِ تَوارَدا وتَقابلا فِي عُرْضِ اللُّغة من غير قَصْدٍ. قلتُ: فعلى هاذا قولُهم فِي قَول جميلٍ: أُرِيدُ صَلاحَها وتُرِيد قَتْلِي {وشتَّى بَين قَتْلِي والصَّلاَحِ إِنّه لضروُرة الشّعر، محلُّ تأَمُّلٍ. (ومحْمُودُ بن} شُتَّى، بالضَّمِّ: مُحَدِّثٌ) رَوَى عَن أَبي الْحسن عليّ بن أَحمدَ الخرستانيّ، وَعنهُ ابنُ خَلِيلٍ. وعُمرُ بنُ السَّكَن بن! شَتُّويَه الوَاسِطيّ عَن أَبي عبد الله الضَّرير، بِحَدِيث كذب.
الشَّتَاتُ : التفرُّق.| وأَمرٌ شَتَاتٌ: متشتِّتٌ.| وجاءَ القومُ شَتَاتَ شَتَاتَ : متفرِّقين.
(فعل: ثلاثي لازم متعد).| شَتَتْتُ، أَشِتُّ، شِتَّ، مصدر شَتَاتٌ، شَتِيتٌ، شَتٌّ.|1- شَتَّ أفْرَادُ الأُسْرَةِ : تَفَرَّقُوا، تَشَتَّتُوا.|2- شَتَّ الأَحْجَارَ شَمَالاً وَيَمِيناً : فَرَّقَهَا.
1- الذين ليسوا من قبيلة واحدة
ش ت ت: أَمْرٌ (شَتٌّ) بِالْفَتْحِ أَيْ مُتَفَرِّقٌ تَقُولُ: (شَتَّ) الْأَمْرُ يَشِتُّ بِالْكَسْرِ (شَتًّا) وَ (شَتَاتًا) بِفَتْحِ الشِّينِ فِيهِمَا أَيْ تَفَرَّقَ وَ (اسْتَشَتَّ) وَ (تَشَتَّتَ) مِثْلُهُ. وَ (شَتَّتَهُ تَشْتِيتًا) فَرَّقَهُ. وَقَوْمٌ (شَتَّى) وَأَشْيَاءُ شَتَّى. وَجَاءُوا (أَشْتَاتًا) أَيْ مُتَفَرِّقِينَ وَاحِدُهُمْ (شَتٌّ) بِالْفَتْحِ. وَ (شَتَّانَ) مَا هُمَا، وَشَتَّانَ مَا زَيْدٌ وَعَمْرٌو أَيْ بَعُدَ مَا بَيْنَهُمَا. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: لَا يُقَالُ شَتَّانَ مَا بَيْنَهُمَا قَالَ: وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: لَشَتَّانَ مَا بَيْنَ الْيَزِيدَيْنِ فِي النَّدَى لَيْسَ بِحُجَّةٍ لِأَنَّهُ مُوَلَّدٌ وَإِنَّمَا الْحُجَّةُ قَوْلُ الْأَعْشَى: شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا ... وَيَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ.
تشتَّتَ يَتشتَّت ، تشتُّتًا ، فهو مُتشتِّت | • تشتَّت القومُ تفرَّقوا :-تشتَّت شملُهم/ جمعُهم |• تشتَّت الذِّهنُ/ تشتَّت الانتباهُ: انشغل بموضوعاتٍ شتَّى؛ ففقد تركيزَه في موضوعٍ واحد.
شتَّتَ يُشتِّت ، تشتيتًا ، فهو مُشتِّت ، والمفعول مُشتَّت | • شتَّت فلانٌ الأشياءَ فرَّقها :-شتَّت اللهُ شملَهم، - شتَّت فكرَه، - تشتيت القوى: بعثرتُها وتفريقُها.
أي متفرّق أمر شتّ، . وشتّ الأمر شتّا وشتاتا: تفرّق. واشتْشتّ مثله. وكذلك التشتّت. وشتّته تشْتيتا. وأشتّ بي قومي، أي فرّوا أمري. والشتيت: المتفرّق. وثغْر شتيت، أي مفلّج. وقوم شتّى، وأشياء شتّى. وتقول: جاؤا أشتاتا، أي متفرّقين، واحدهم شتّ. وشتّان ما هما، وشتّان ما عمرو وأخوه، أي بعد ما بينهما. قال الأعشى: شتّان ما يومي على كورها ... ويوم حيّان أخي جاب ر ويقال: إنّ اﻟﻤﺠلس ليجمع شتوتا من الناس، أي ناسا ليسوا من قبيلة واحدة.
-
-
-

الأكثر بحثاً

اعرف أكثر

فهرس المعاجم

Loading...
"اضغط هنا لبرنامج المتدبر على الويب"