3 - {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ}
جملة «يحسب» حال من فاعل «عدَّده» ، والمصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعولَيْ حسب.
إعراب القرآن للنحاس
وهو بعيد، وإنما يجوز في الشعر وإن كان يريد جمع مالا وجمع عدده على أنه مفعول أي أحصى عدده فهو جائز.
[سورة الهمزة (104) : الآيات 3 الى 4]
يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4)
يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (3) يقال: هي لغة النبي صلّى الله عليه وسلّم بكسر السين جاء على فعل يفعل، وله نظائر يسيرة قد ذكرناها. «أنّ» وما عملت فيه في موضع المفعولين، والمعروف من قراءة الحسن «لينبذانّ في الحطمة» «1» بعينه وماله، وقد روي عنه (لينبذنّ) بضم الذال. فقيل لا يجوز لأنه إنما تقدّم ذكر اثنين، وقيل: هو للهمزة واللمزة والذي جمع مالا.
[سورة الهمزة (104) : آية 5]
وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (5)
قال الفراء: اسم للنار، ولو كانت بغير ألف ولام لم تنصرف. قال أبو جعفر:
يقال: حطمه إذا كسّره كما قال: [الرجز] 586- قد لفّها اللّيل بسوّاق حطم «2» ورجل حطم أي أكول.
[سورة الهمزة (104) : الآيات 6 الى 7]
نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)
نارُ اللَّهِ أي هي نار الله «الموقدة» نعت للنار، وكذا الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) اطّلعت على فلان وطلعت أي بلغت وواحد الأفئدة فؤاد.
[سورة الهمزة (104) : آية 8]
إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8)
خبر «إن» يقال: آصدت أوصد فمن قال: أوصدت قال: موصدة فلم يهمز، ومن قال: آصدت قال: مؤصدة، وجاز أن يخفّف الهمزة فيقول: موصدة واللغتان حسنتان كثيرتان، وكذا أكّدت ووكدت وهو التأكيد والتوكيد، وكذا أرّخت وورّخت وهو التأريخ والتوريخ، وأكفت وأوكفت وهو الاكاف والوكاف.
[سورة الهمزة (104) : آية 9]
فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)
فِي عَمَدٍ هكذا روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وابن مسعود وزيد بن
__________
(1) انظر البحر المحيط 8/ 510، ومختصر ابن خالويه 179، ومعاني الفراء 3/ 290.
(2) الشاهد لرشيد بن رميض في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 355، والأغاني 15/ 199، وللأغلب العجلي في الحماسة الشجرية 1/ 144، وللحطم القيسي في الكتاب 3/ 246، وشرح المفصّل 1/ 62، وله أو لأبي زغيبة الأنصاري في شرح أبيات سيبويه 2/ 286، وله أو لأبي زغبة الخزرجي أو لرشيد بن رميض في لسان العرب (حطم) ، وبلا نسبة في أساس البلاغة (حطم) وجمهرة اللغة 830، وسمط اللآلي 59، وشرح المفصّل 6/ 112. [.....]