سورة هود
[سورة هود (11) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3)
«الر» حروف لا محل لها من الإعراب «كِتابٌ» خبر لمبتدا محذوف تقديره هذا كتاب «أُحْكِمَتْ» ماض مبني للمجهول والتاء للتأنيث، «آياتُهُ» نائب فاعل والهاء مضاف إليه والجملة صفة لكتاب «ثُمَّ» عاطفة «فُصِّلَتْ» معطوفة على أحكمت «مِنْ لَدُنْ» متعلقان بأحكمت «حَكِيمٍ» مضاف إليه «خَبِيرٍ» بدل «أَلَّا» أن الناصبة ولا نافية «تَعْبُدُوا» مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعل، «أَلَّا» أداة حصر «اللَّهَ» لفظ الجلالة مفعول به «إِنَّنِي» إن واسمها والنون للوقاية «لَكُمْ» متعلقان بنذير «مِنْهُ» متعلقان بنذير «نَذِيرٌ» خبر إني «وَبَشِيرٌ» معطوف على نذير والجملة مستأنفة «وَأَنِ» الواو عاطفة وأن معطوفة على أن في قوله تعالى ألا تعبدوا «اسْتَغْفِرُوا» أمر والواو فاعل «رَبَّكُمْ» مفعول به والكاف مضاف إليه «ثُمَّ» عاطفة «تُوبُوا» معطوفة على استغفروا «إِلَيْهِ» متعلقان بتوبوا «يُمَتِّعْكُمْ» مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب والكاف مفعول به والفاعل مستتر «مَتاعاً» مفعول مطلق «حَسَناً» صفة «إِلى أَجَلٍ» متعلقان بيمتعكم «مُسَمًّى» صفة لأجل مجرورة بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر «وَيُؤْتِ» الواو عاطفة ومضارع معطوف على يمتعكم وهو مجزوم مثله وعلامة جزمه حذف حرف العلة فاعله مستتر والجملة معطوفة «كُلَّ» مفعول به أول «ذِي» مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الخمسة. «فَضْلٍ» مضاف اليه «فَضْلَهُ» مفعول به ثان والهاء مضاف إليه «وَأَنِ» الواو استئنافية وما بعدها كلام مستأنف وإن شرطية «تَوَلَّوْا» مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل والجملة ابتدائية «فَإِنِّي» الفاء رابطة للجواب وان واسمها والجملة في محل جزم جواب الشرط «أَخافُ» مضارع فاعله مستتر والجملة خبر «عَلَيْكُمْ» متعلقان بأخاف «عَذابَ» مفعول به «يَوْمٍ» مضاف إليه «كَبِيرٍ» صفة.
[سورة هود
إعراب القرآن للنحاس
11 شرح إعراب سورة هود ع
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة هود (11) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)
قال أبو جعفر: يقال: هذه هود فاعلم بغير تنوين على أنه اسم للسورة لأنك لو سمّيت امرأة بزيد لم تصرف هذا قول الخليل وسيبويه «1» ، وعيسى يقول: هذه هود فاعلم بالتنوين على أنه اسم للسورة وكذلك لو سمّى امرأة بزيد لأنه لمّا سكن وسطه خفّ فصرف فإن أردت الحذف صرفت على قول الجميع فقلت: هذه هود فاعلم تريد هذه سورة هود. قال سيبويه: والدليل على هذا أنك تقول: هذه الرحمن فلولا أنك تريد سورة الرحمن ما قلت هذه. كِتابٌ بمعنى هذا كتاب أُحْكِمَتْ آياتُهُ في موضع رفع نعت لكتاب وأحسن ما قيل في معنى «أحكمت» جعلت محكمة كلّها لا خلل فيها ولا باطل وفي ثُمَّ فُصِّلَتْ آياته جعلت متفرّقة ليتدبّر مِنْ لَدُنْ في موضع خفض إلّا أنها مبنيّة على السكون لأنها غير متمكّنة وما بعدها مخفوض بالإضافة، وحكى سيبويه «2» : لدن غدوة يا هذا لمّا كان يقال: لد، كما أنشد سيبويه: [الرجز] 206-
من لد شول فإلى إتلائها «3»
صارت النون مثلها في عشرين فنصبت ما بعدها حَكِيمٍ أي في أفعاله خَبِيرٍ أي بمصالح خلقه.
[سورة هود (11) : آية 2]
أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)
أَلَّا قال الكسائي والفراء «4» : أي بأن لا وقال أبو إسحاق المعنى لئلا تَعْبُدُوا نصب بأن.
[سورة هود (11) : آية 3]
وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3)
__________
(1) انظر الكتاب 3/ 265.
(2) انظر الكتاب 1/ 92.
(3) مرّ الشاهد رقم 72 «من لد شولا» .
(4) انظر معاني الفراء 2/ 3.