26 - {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ -[643]- مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا}
«بما لبثوا» : الباء جارة، «ما» مصدرية، والمصدر مجرور متعلق بـ «أعلم» ، وجملة «لبثوا» صلة الموصول الحرفيّ، جملة «له غيب السماوات» مستأنفة في حيز القول، وكذا جملة «أبصر به» . وقوله «أبصر» : فعل ماض جاء على صورة الأمر، والباء زائدة، والهاء ضمير فاعل، وكذا «أسمع» ، وحذف فاعل الثانية؛ لدلالة فاعل الأولى عليه. قوله «ما لهم من دونه» : «ما» نافية مهملة، والجار متعلق بخبر المبتدأ «ولي» ، و «من» زائدة، الجار «من دونه» متعلق بحال من «ولي» والجملة مستأنفة، وجملة «ولا يشرك» معطوفة على جملة «ما لهم ولي» .
إعراب القرآن للدعاس
«وَلا» الواو استئنافية ولا ناهية «تَقُولَنَّ» مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة وفاعله مستتر والجملة مستأنفة «لِشَيْءٍ» متعلقان بتقولن «إِنِّي فاعِلٌ» إن واسمها وخبرها والجملة مقول القول «ذلِكَ» ذا اسم إشارة في محل نصب مفعول به لفاعل واللام للبعد والكاف للخطاب «غَداً» ظرف زمان متعلق بفاعل «إِلَّا» أداة حصر «أَنْ» ناصبة «يَشاءَ اللَّهُ» مضارع منصوب بأن ولفظ الجلالة فاعله والجملة في محل نصب على الحال «وَاذْكُرْ رَبَّكَ» الواو عاطفة وأمر فاعله مستتر وربك مفعول به والكاف مضاف إليه والجملة معطوفة «إِذا نَسِيتَ» إذا ظرف زمان متعلق باذكر وماض وفاعله والجملة مضاف إليه «وَقُلْ» الواو استئنافية وأمر فاعله مستتر «عَسى» ماض ناقص من أفعال الرجاء واسمها محذوف «أَنْ» ناصبة «يَهْدِيَنِ» مضارع منصوب والنون للوقاية والياء مفعول به «رَبِّي» فاعل مؤخر والياء مضاف إليه «لِأَقْرَبَ» متعلقان بيهدين «مِنْ هذا» الهاء للتنبيه وذا اسم إشارة والجار والمجرور متعلقان بأقرب «رَشَداً» تمييز والجملة خبر عسى «وَلَبِثُوا» الواو استئنافية وماض وفاعله والجملة استئنافية «فِي كَهْفِهِمْ» متعلقان بلبثوا والها مضاف إليه «ثَلاثَ مِائَةٍ» ثلاث ظرف زمان متعلق بلبثوا «مِائَةٍ» مضاف إليه «سِنِينَ» بدل من ثلاث ومحله النصب مثله بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم «وَازْدَادُوا» الواو عاطفة وماض وفاعله والجملة معطوفة «تِسْعاً» مفعول به.
[سورة الكهف (18) : الآيات 26 الى 27]
قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (26) وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (27)
«قُلِ» أمر فاعله مستتر والجملة مستأنفة «اللَّهُ أَعْلَمُ» لفظ الجلالة مبتدأ وأعلم خبر والجملة مقول القول «بِما» ما موصولية ومتعلقان بأعلم «لَبِثُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «لَهُ غَيْبُ» مبتدأ مؤخر والجار والمجرور متعلقان بالخبر المقدم المحذوف «السَّماواتِ» مضاف إليه «وَالْأَرْضِ» معطوف على السموات «أَبْصِرْ» للتعجب ماض جاء على صيغة الأمر فاعله مستتر «بِهِ» حرف جر زائد والهاء فاعل أبصر «وَأَسْمِعْ» معطوف على أبصر والكلام مقول القول «ما» نافية «
إعراب القرآن للنحاس
وعاصم، وقرأ أهل الكوفة إلّا عاصما ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ بغير تنوين. القراءة الأولى على أن سنين في موضع نصب أو خفض فالنصب على البدل من ثلاث، وقال أبو إسحاق: سنين في موضع نصب على عطف البيان والتوكيد، وقال الكسائي والفراء»
وأبو عبيدة: التقدير ولبثوا في كهفهم سنين ثلاث مائة. قال أبو جعفر: والخفض ردّ على مائة لأنها بمعنى مئين، كما أنشد النحويون: [الكامل] 273-
فيها اثنتان وأربعون حلوبة ... سودا كخافية الغراب الأسحم «2»
فنعت حلوبة بسود لأنها بمعنى الجمع. فأما ثلاث مائة سنين فبعيد في العربية.
يجب أن تتوقّى القراءة به لأن كلام العرب ثلاث مائة سنة فسنة بمعنى سنين فجئت به على المعنى والأصل.
[سورة الكهف (18) : آية 26]
قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (26)
أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ حذف منه الإعراب لأنه على لفظ الأمر، وهو بمعنى التعجب أي ما أسمعه وما أبصره.
وقرأ نصر بن عاصم ومالك بن دينار وأبو عبد الرحمن وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [الأنعام: 52] وحجّتهم أنها في السواد بالواو.
قال أبو جعفر: وهذا لا يلزم لكتبهم الصلاة والحياة بالواو، ولا تكاد العرب تقول:
الغدوة لأنها معرفة ولا تدخل الألف واللام على معرفة، وروي عن الحسن (لا تعد عينيك) «3» نصب بوقوع الفعل عليها.
[سورة الكهف (18) : آية 30]
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (30)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ في خبر إنّ ثلاثة أقوال: منها أن يكون التقدير إنّا لا نضيع أجر من أحسن عملا منهم، ثم حذف منهم لأن الله جلّ وعزّ أخبرنا أنه يحبط أعمال الكفار، وقيل: التقدير: إنّا لا نضيع أجرهم لأن من أحسن عملا لهم، والجواب الثالث أن يكون التقدير: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم جنات عدن وعَمَلًا نصب على البيان.
__________
(1) انظر معاني الفراء 2/ 138.
(2) الشاهد لعنترة في ديوانه 193، والحيوان 3/ 425، وخزانة الأدب 7/ 390، وشرح شذور الذهب 325، والمقاصد النحوية 4/ 487، وبلا نسبة في شرح الأشموني 3/ 625، وشرح المفصّل 3/ 55.
(3) انظر المحتسب 2/ 27.