11 - {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}
نائب فاعل «قيل» ضميرٌ مستتر تقديره هو، يعود على مصدره، والتقدير: وإذا قيل لهم قول هو. واخترنا أن يكون النائب ضمير المصدر لأنه أكثر فائدة من الجار والمجرور، وجملة «وإذا قيل لهم» معطوفة على جملة {يَقُولُ} في الآية (8) .
حالية، ما نافية تعمل عمل ليس، هم ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع اسمها.
«بِمُؤْمِنِينَ» الباء حرف جر زائد، أو صلة، إذ لا حرف زائد في القرآن، مؤمنين اسم مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما، والجملة في محل نصب حال. «يُخادِعُونَ» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو فاعل. «اللَّهَ» لفظ الجلالة مفعول به منصوب، والجملة مستأنفة وقيل حالية. «وَالَّذِينَ» الواو عاطفة، الذين اسم موصول معطوف على الله. «آمَنُوا» فعل ماض مبني على الضم والواو فاعل، والجملة صلة موصول لا محل لها. «وَما» الواو حالية، ما نافية، «يَخْدَعُونَ» مثل يخادعون. «إِلَّا» أداة حصر، «أَنْفُسَهُمْ» مفعول به والهاء في محل جر بالإضافة والميم للجمع. «وَما يَشْعُرُونَ» الواو استئنافية، ما نافية، وجملة يشعرون استئنافية لا محل لها. «فِي قُلُوبِهِمْ» جار ومجرور متعلقان بالخبر، «مَرَضٌ» مبتدأ مؤخر، «فَزادَهُمُ» الفاء عاطفة، زاد فعل ماض والهاء مفعول به أول «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل مرفوع. «مَرَضاً» مفعول به ثان، والجملة معطوفة. «وَلَهُمْ» الواو عاطفة أو استئنافية، لهم جار ومجرور وشبه الجملة خبر المبتدأ «عَذابٌ» مبتدأ مؤخر، «أَلِيمٌ» صفة عذاب مرفوع والجملة معطوفة أو استئنافية.
«بِما» الباء حرف جر، ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر متعلقان بأليم، ويجوز أن تعرب ما موصوفة أو مصدرية. «كانُوا» فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمها. «يَكْذِبُونَ» فعل مضارع، والواو فاعل، والجملة في محل نصب خبر كانوا، وجملة كانوا يكذبون صلة الموصول.
[سورة البقرة (2) : الآيات 11 الى 13]
وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (13)
«الفساد في الأرض» إثارة الحروب. «السفه» سخافة العقل، والسفيه الجاهل.
«وَإِذا» الواو استئنافية، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لشرطه منصوب بجوابه، «قِيلَ» فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل هو، و «لَهُمْ» جار ومجرور متعلقان بقيل، وجملة قيل في محل جر بالإضافة. «لا تُفْسِدُوا» لا ناهية جازمة، تفسدوا فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون من آخره لأنه من الأفعال ا
إعراب القرآن للنحاس
[سورة البقرة (2) : آية 11]
وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)
وَإِذا في موضع نصب على الظرف. قِيلَ لَهُمْ فعل ماض، ويجوز قِيلَ لَهُمْ بالإدغام. وجاز الجمع بين ساكنين لأن الياء حرف مدّ ولين والأصل: قول ألقيت حركة الواو على القاف فانكسر ما قبل الواو فقلبت ياء. قال الأخفش: ويجوز قيل بضم القاف وبالياء، ومذهب الكسائي إشمام القاف الضّم ليدلّ على أنّه لما لم يسمّ فاعله وهي لغة كثير من قيس، فأما هذيل وبنو دبير «1» من بني أسد وبنو فقعس فيقولون: قول بواو ساكنة «لهم» الهاء والميم خفض باللام «2» . لا تُفْسِدُوا جزم بلا وعلامة الجزم حذف النون. فِي الْأَرْضِ خفض بفي، وإن خفّفت الهمزة ألقيت حركتها على اللام وحذفتها ولم تحذف ألف الوصل لأن الحركة عارضة فقلت: الأرض، وحكى الكسائي أللرض لمّا خفّفت الهمزة فحذفها أبدل منها لاما. قال الفراء: لمّا خفّفت الهمزة تحركت اللام فكره حركتها لأنّ أصلها السكون زاد عليها لاما أخرى ليسلم السكون. قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ ابتداء وخبر، و «ما» عند سيبويه «3» كافّة لأنّ عن العمل، فأما ضمّ «نحن» ففيه أقوال للنحويين قال هشام «4» : الأصل نحن قلبت حركة الحاء على النون وأسكنت الحاء، وقال محمد بن يزيد: نحن مثل قبل وبعد لأنها متعلقة بالإخبار عن اثنين وأكثر قال أحمد بن يحيى: هي مثل حيت تحتاج إلى شيئين بعدها. قال أبو إسحاق الزجاج «5» : «نحن» للجماعة ومن علامة الجماعة الواو، والضمة من جنس الواو فلما اضطروا إلى حركة نحن لالتقاء الساكنين حرّكوها بما يكون للجماعة قال: ولهذا ضمّوا واو الجمع في قول أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى [البقرة: 16] وقال عليّ بن سليمان: نحن يكون للمرفوع فحرّكوها بما يشبه الرفع.
[سورة البقرة (2) : آية 12]
أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12)
أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ كسرت «إنّ» لأنها مبتدأة. قال عليّ بن سليمان: يجوز فتحها كما أجاز سيبويه «6» : حقا أنّك منطلق بمعنى «ألا» والهاء والميم اسم «إنّ» و «هم» مبتدأ و «المفسدون» خبر المبتدأ، والمبتدأ وخبره خبر «إنّ» ويجوز أن يكون «هم»
__________
(1) بنو دبير: بطن من أسد من خزيمة من العدنانية (جمهرة أنساب العرب 195) .
(2) انظر: البحر المحيط 1/ 191.
(3) انظر الكتاب 3/ 149.
(4) هشام بن معاوية