خبرها. «مُبِينٌ» صفة والجملة تعليلية لا محل لها.
[سورة البقرة (2) : آية 209]
فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)
«فَإِنْ» الفاء استئنافية إن شرطية جازمة. «زَلَلْتُمْ» فعل ماض والتاء فاعل وهو في محل جزم فعل الشرط. «مِنْ بَعْدِ» متعلقان بزللتم. «ما» مصدرية. «جاءَتْكُمُ» فعل ماض والتاء للتأنيث والكاف مفعول به. «الْبَيِّناتُ» فاعل وما مع الفعل في تأويل مصدر في محل جر بالإضافة. «فَاعْلَمُوا» الفاء رابطة لجواب الشرط اعلموا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة في محل جزم جواب الشرط. «أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» أن ولفظ الجلالة اسمها وعزيز خبرها. «حَكِيمٌ» خبر ثان وإن وما بعدها سدت مسد مفعولي اعلموا.
[سورة البقرة (2) : الآيات 210 الى 211]
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210) سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (211)
«هَلْ» حرف استفهام. «يَنْظُرُونَ» فعل مضارع والواو فاعل. «إِلَّا» أداة حصر. «أَنْ» حرف مصدري ونصب. «يَأْتِيَهُمُ» فعل مضارع منصوب وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به. «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل. «فِي ظُلَلٍ» جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. «مِنَ الْغَمامِ» متعلقان بمحذوف صفة ظلل. «وَالْمَلائِكَةُ» عطف على الله. «وَقُضِيَ» الواو استئنافية، قضي فعل ماض مبني للمجهول. «الْأَمْرُ» نائب فاعل. وقيل الواو عاطفة وقضي بمعنى المضارع معطوف على ينظرون. «وَإِلَى اللَّهِ» لفظ الجلالة مجرور بإلى متعلقان بترجع. «تُرْجَعُ الْأُمُورُ» فعل مضارع مبني للمجهول ونائب فاعله، والجملة مستأنفة. «سَلْ» فعل أمر مبني على السكون والفاعل أنت «بَنِي» مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وحذفت النون للإضافة. «إِسْرائِيلَ» مضاف إليه مجرور بالفتحة ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة. «كَمْ» خبرية للتكثير مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ. وقيل استفهامية مفعول به مقدم. «آتَيْناهُمْ» فعل ماض مبني على السكون ونا فاعل والهاء مفعول به والجملة خبر المبتدأ كم. «مِنْ آيَة
إعراب القرآن للنحاس
وقال: هو في الإسلام وقرأ التي في «الأنفال» «1» والتي في «سورة محمد» «2» صلّى الله عليه وسلّم «السّلم» بفتح السين، وقال: هي بالفتح المسالمة وقال عاصم الجحدري: «السّلم» الإسلام و «السّلم» الصّلح والسّلم الاستسلام ومحمد بن يزيد ينكر هذه التفريقات وهي تكثر عن أبي عمرو واللّغة لا تأخذ هكذا وإنما تأخذ بالسماع لا بالقياس ويحتاج من فرق إلى دليل، وقد حكى البصريون: بنو فلان سلم وسلم بمعنى واحد ولو صح التفريق لكان المعنى واحدا لأنه إذا دخل في الإسلام فقد دخل في المسالمة. والصّلح والسّلم مؤنثة وقد تذكّر. كَافَّةً نصب على الحال وهو مشتق من قولهم: كففت أي منعت أي لا يمتنع منكم أحد ومنه قيل: مكفوف وكفّة الميزان وقيل: كفّ لأنه يمتنع بها. وَلا تَتَّبِعُوا نهي. خُطُواتِ الشَّيْطانِ مفعول وقد ذكرناه.
[سورة البقرة (2) : آية 209]
فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)
فَإِنْ زَلَلْتُمْ المصدر زلا وزللا ومزلّة وزلّ في الطين زليلا.
[سورة البقرة (2) : آية 210]
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210)
وقرأ قتادة وأبو جعفر يزيد بن القعقاع في ظلال من الغمام وقرأ أبو جعفر وَالْمَلائِكَةُ «3» بالخفض وظلل جمع ظلّة في التكسير، وفي التسليم ظللات، وأنشد سيبويه: [الطويل] 43-
إذا الوحش ضمّ الوحش في ظللاتها ... سواقط من حرّ وقد كان أظهرا «4»
ويجوز ظللات وظلّات، وظلّال جمع ظلّ في الكثير، والقليل أظلال، ويجوز أن يكون ظلال جمع ظلّة وقيل: بل القليل أظلال، والكثير ظلال، وقيل: ظلال جمع ظلّة مثله قلّة وقلال كما قال: [الخفيف] 44-
ممزوجة بماءه القلال «5»
قال الأخفش سعيد: وَالْمَلائِكَةُ بالخفض بمعنى وفي الملائكة قال: والرفع أجود كما قال هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ [الأنعام: 158] وَجاءَ رَبُّكَ
__________
(1) يشير إلى الآية 61: وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ.
(2) يشير إلى الآية 35: فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ.
(3) انظر معاني الفراء 1/ 124، والبحر المحيط 2/ 125.
(4) الشاهد للنابغة الجعدي في ديوانه 74، وشرح شواهد الإيضاح ص 484، والكتاب 1/ 106، ولسان العرب (سقط) .
(5) الشاهد للأعشى في ديوانه ص 55، ولس