والجملة معطوفة «فَلَمَّا» الفاء عاطفة لما ظرفية متعلقة بقال «تَبَيَّنَ لَهُ» جار ومجرور متعلقان بتبين والجملة في محل جر بالإضافة «قالَ» الجملة جواب لمّا لا محل لها من الإعراب «أَعْلَمُ» فعل مضارع «أَنَّ اللَّهَ» أن ولفظ الجلالة اسمها «عَلى كُلِّ» متعلقان بقدير «شَيْءٍ» مضاف إليه. «قَدِيرٌ» خبر وأن ومعمولها سدت مسد مفعولي أعلم وجملة أعلم مقول القول.
[سورة البقرة (2) : آية 260]
وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)
«وَإِذْ» الواو استئنافية إذ ظرف متعلق بفعل محذوف تقديره اذكر «قالَ إِبْراهِيمُ» فعل ماض وفاعل والجملة في محل جر بالإضافة «رَبِّ» منادى مضاف منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم «أَرِنِي» فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والنون للوقاية والياء مفعول به والفاعل أنت «كَيْفَ» اسم استفهام في محل نصب حال «تُحْيِ» فعل مضارع «الْمَوْتى» مفعول به والجملة في محل نصب مفعول به ثان لأرني وجملة أرني مقول القول «قالَ» فعل ماض والجملة استئنافية «أَوَلَمْ» الهمزة حرف استفهام والواو عاطفة لم حرف جازم «تُؤْمِنْ» مضارع مجزوم والجملة مقول القول «قالَ» فعل ماض «بَلى» حرف جواب والجملة المحذوفة مقول القول والتقدير: بلى آمنت «وَلكِنْ» الواو عاطفة لكن للاستدراك «لِيَطْمَئِنَّ» اللام لام التعليل والمصدر المؤول من الفعل يطمئن وأن المضمرة في محل جر باللام وهما متعلقان بفعل محذوف تقديره: سألتك لاطمئنان قلبي «قَلْبِي» فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم «قالَ» الجملة مستأنفة «فَخُذْ» الفاء هي فاء الفصيحة «خذ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ» فعل أمر تعلق به الجار والمجرور وأربعة مفعوله «فَصُرْهُنَّ» الفاء عاطفة صرهن فعل أمر والهاء مفعول به ونون النسوة فاعل «إِلَيْكَ» متعلقان بصرهن «ثُمَّ اجْعَلْ» عطف على صرهن «عَلى كُلِّ» متعلقان باجعل «جَبَلٍ» مضاف إليه «مِنْهُنَّ» متعلقان بمحذوف حال من جزءا «جُزْءاً» مفعول به «ثُمَّ ادْعُهُنَّ» عطف ادعهن فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل أنت والجملة معطوفة «يَأْتِين
إعراب القرآن للنحاس
وروي عن ابن عباس والحسن كَيْفَ نُنْشِزُها والمعنى واحد كما يقال:
رجع ورجعته إلا أنّ المعنى المعروف في اللغة أنشر الله الموتى فنشروا وقيل: ننشرها مثل نشرت الثوب كما قال الأعشى: [السريع] 58-
حتّى يقول النّاس ممّا رأوا ... يا عجبا للميّت النّاشر «1»
[سورة البقرة (2) : آية 260]
وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)
وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ ويجوز في غير القرآن ربّي بإثبات الياء فمن حذف قال: النداء موضع حذف ومن أثبت قال: هي اسم فإذا حذفت كان الاختيار أن أقف بغير إشمام فأقول: ربّ فيشبه هذا المفرد. أَرِنِي قد ذكرناه «2» . كَيْفَ في موضع نصب أي بأي حال تحيي الموتى. وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي أي سألتك ليطمئن قلبي ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً. قال أبو إسحاق: المعنى ثم اجعل على كلّ جبل من كلّ واحد جزءا، وقرأ أبو جعفر وعاصم (جزءا) على فعل يَأْتِينَكَ سَعْياً نصب على الحال.
[سورة البقرة (2) : آية 261]
مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (261)
فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ رفع بالابتداء. قال يعقوب الحضرمي «3» : وقرأ بعضهم فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ «4» على أنبتت مائة حبة وكذلك قرأ بعضهم وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ [الملك: 6] على وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ [الملك: 5] وأعتدنا للذين كفروا عذاب جهنم.
[سورة البقرة (2) : آية 263]
قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263)
قَوْلٌ مَعْرُوفٌ ابتداء والخبر محذوف أي قول معروف أمثل وأولى، ويجوز أن يكون قول معروف خبر ابتداء محذوف أي الذي أمرتم به قول معروف. وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وهذا مشكل يبيّنه الإعراب، بِالْمَغْفِرَةِ رفع بالابتداء، والخبر: