«كُونُوا» فعل أمر ناقص، والواو اسمها وخبرها «قِرَدَةً» و «خاسِئِينَ» خبر ثان، وقيل صفة وجملة كونوا قردة مقول القول.
[سورة البقرة (2) : الآيات 66 الى 67]
فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66) وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (67)
«فَجَعَلْناها» العقوبة الآنفة الذكر. «نَكالًا» عبرة. «لِما بَيْنَ يَدَيْها» لمن عاشها. «ما خَلْفَها» ما جاء بعدها من الأمم.
«فَجَعَلْناها» فعل ماض وفاعل والهاء مفعول به أول. والجملة معطوفة. «نَكالًا» مفعول به ثان. «لِما» ما اسم موصول في محل جر باللام متعلقان بالمصدر نكال أو بصفة محذوفة له. «بَيْنَ» ظرف مكان متعلق بصلة الموصول المحذوفة. «يَدَيْها» مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، وحذفت النون للإضافة والهاء في محل جر بالإضافة. «وَما» الواو عاطفة ما معطوفة على ما الأولى. «خَلْفَها» ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة. «وَمَوْعِظَةً» معطوف على نكالا. «لِلْمُتَّقِينَ» متعلقان بموعظة أو بمحذوف صفة لها. «وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ» تقدم إعراب مثلها. «إِنَّ» حرف مشبه بالفعل. «اللَّهَ» لفظ الجلالة اسمها. «يَأْمُرُكُمْ» فعل مضارع ومفعول به والفاعل هو يعود إلى الله. «إِنَّ» حرف مصدري ونصب. «تَذْبَحُوا» فعل مضارع وفاعل والمصدر المؤول في محل جر بحرف الجر تقديره بذبح بقرة متعلقان بالفعل قبلهما. وجملة يأمركم في محل رفع خبر إن. «بَقَرَةً» مفعول به. «قالُوا» فعل ماض وفاعل والجملة مستأنفة. «أَتَتَّخِذُنا» الهمزة للاستفهام. تتخذنا فعل مضارع ومفعول به أول والفاعل أنت. «هُزُواً» مفعول به ثان، والجملة مقول القول. «قالَ» فعل ماض والفاعل مستتر والجملة مستأنفة. «أَعُوذُ» فعل مضارع والفاعل أنا. «بِاللَّهِ» لفظ الجلالة مجرور بالباء متعلقان بأعوذ والجملة مقول القول. «إِنَّ» حرف مصدري ونصب. «أَكُونَ» فعل مضارع ناقص منصوب وهو في تأويل مصدر في محل جر بحرف الجر والتقدير من الجهل وهما متعلقان بالفعل أعوذ. واسم أكون ضمير مستتر تقديره أنا. «مِنَ الْجاهِلِينَ» متعلقان بخبر أكون.
[سورة البقرة (2) : الآيات 68 الى 69]
قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا
إعراب القرآن للنحاس
بمعنى عرفتم. حكى الأخفش: لقد علمت زيدا ولم أكن أعلمه. اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ صلة الذين فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خبر كان. خاسِئِينَ نعت.
[سورة البقرة (2) : آية 66]
فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)
فَجَعَلْناها نَكالًا مفعول ثان. لِما بَيْنَ ظرف. وَما خَلْفَها عطف. وَمَوْعِظَةً عطف على «نكالا» . لِلْمُتَّقِينَ خفض باللام.
[سورة البقرة (2) : آية 67]
وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (67)
وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ كسرت إنّ لأنها بعد القول وحكي عن أبي عمرو ويَأْمُرُكُمْ حذف الضمة من الراء لثقلها، قال أبو العباس: لا يجوز هذا لأن الراء حرف الإعراب وإنما الصحيح عن أبي عمرو أنه كان يختلس الحركة، أَنْ تَذْبَحُوا في موضع نصب بيأمركم أي بأن تذبحوا، بَقَرَةً نصب بتذبحوا قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً مفعولان، ويجوز تخفيف الهمزة تجعلها بين الواو والهمزة ويجوز حذف الضّمّة من الزاي كما تحذفها من عضد فتقول هُزُواً «1» كما قرأ أهل الكوفة، فأما جزء فليس مثل هزء لأنه على فعل من الأصل. قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ ولغة تميم وأسد «عن» في موضع «أن» .
[سورة البقرة (2) : آية 68]
قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ (68)
قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ حذفت الواو لأنه طلب، ولغة بني عامر «ادع لنا» بكسر العين لالتقاء الساكنين. يُبَيِّنْ لَنا تدغم النون في اللام، وإن شئت أظهرت فإذا كانت النون متحركة كان الاختيار الإظهار نحو وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ [الأنعام: 43] ، (يبيّن) : جزم لأنه جواب الأمر، ما هِيَ ابتداء وخبر. قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ خبر إنّ. لا فارِضٌ قال الأخفش: لا يجوز نصب فارض لأنه نعت للبقرة كما تقول: مررت برجل لا قائم ولا جالس، ويجوز أن يكون التقدير ولا هي فارض، ويقال على هذا: مررت برجل لا قائم ولا جالس. وَلا بِكْرٌ عطف على فارض. عَوانٌ على إضمار مبتدأ.
[سورة البقرة (2) : آية 69]
قالُوا ادْعُ لَنا