أيضا «لا يَضِلُّ» لا نافية يضل مضارع «رَبِّي» فاعل والياء مضاف إليه «وَ» عاطفة «لا» نافية «يَنْسى» مضارع مرفوع بضمة مقدرة وفي الآية تنزيه الله تعالى عن الخطأ والنسيان وجملة «لا يَضِلُّ» إلخ.. مستأنفة وجملة «لا يَنْسى» معطوفة على لا يضل ومفعول ينسى محذوف.
[سورة طه (20) : الآيات 53 الى 55]
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (54) مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى (55)
«الَّذِي» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو والجملة استئنافية «جَعَلَ» الجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول «لَكُمُ» متعلقان بجعل «الْأَرْضَ» مفعول به أول «مَهْداً» مفعول به ثان «وَ» الواو عاطفة «سَلَكَ» الجملة معطوفة «لَكُمُ» متعلقان بالفعل قبله «فِيها» متعلقان بسلك «سُبُلًا» مفعول به «وَ» الواو عاطفة «أَنْزَلَ» الجملة معطوفة «مِنَ السَّماءِ» متعلقان بأنزل «ماءً» مفعول به «فَأَخْرَجْنا» الفاء عاطفة وأخرجنا ماض وفاعله «بِهِ» متعلقان بأخرجنا «أَزْواجاً» مفعول به «مِنْ نَباتٍ» متعلقان بصفة لأزواجا «شَتَّى»
صفة لأزواجا وجملة أخرجنا إلخ معطوفة. «كُلُوا» أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة ابتدائية «وَ» الواو عاطفة «ارْعَوْا» أمر مبني على حذف النون والواو فاعل «أَنْعامَكُمْ» مفعول به والكاف مضاف إليه «إِنَّ» حرف مشبه بالفعل «فِي ذلِكَ» متعلقان بالخبر المقدم واللام للبعد والكاف للخطاب «لَآياتٍ» اللام المزحلقة وآيات اسم إن المؤخر منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم «لِأُولِي» متعلقان بمحذوف صفة لآيات «النُّهى» مضاف إليه وجملة «إِنَّ» إلخ.. مستأنفة «مِنْها» متعلقان بخلقناكم «خَلَقْناكُمْ» ماض وفاعله ومفعوله «وَ» عاطفة «فِيها» متعلقان بنعيدكم «نُعِيدُكُمْ» مضارع ومفعوله وفاعله مستتر «وَمِنْها» متعلقان بنخرجكم «نُخْرِجُكُمْ» مضارع ومفعوله وفاعله نحن «تارَةً» ظرف زمان متعلق بنخرجكم «أُخْرى» صفة والجملة معطوفة.
[سورة طه (20) : الآيات 56 الى 59]
وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَأَبى (56) قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى (57) فَلَنَأ
إعراب القرآن للنحاس
على قدرة الله جلّ وعزّ وعلى عظمته. لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى في معناه ثلاثة أقوال:
ذكر أبو إسحاق منها واحدا أنه نعت لكتاب أي لا يضلّه ربي ولا ينساه، والقول الثاني أنه قد تمّ الكلام ثم ابتدأ فقال: لا يضلّ ربي أي لا يهلك من قوله: أإذا ضللنا في الأرض، ولا ينسى شيئا، والقول الثالث أشبهها بالمعنى أخبر الله جلّ وعزّ أنه لا يحتاج إلى كتاب، فالمعنى لا يضلّ عنه علم شيء من الأشياء، ولا معرفتها، ولا ينسى علمه منها. وقرأ الحسن وقتادة وعيسى وعاصم الجحدري فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي «1» أي لا يضيّعه ربّي ولا ينساه.
[سورة طه (20) : آية 53]
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى (53)
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وقرأ الكوفيون مَهْداً «2» ، ومهادا هاهنا أولى لأن مهدا مصدر وليس هذا موضع مصدر إلّا على حذف: أي ذات مهد. وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا مجاز أي جعل لكم فيها السبل. وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً أي من نواحيها.
[سورة طه (20) : آية 55]
مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى (55)
مِنْها خَلَقْناكُمْ أي من الأرض. قال أبو إسحاق: لأن آدم صلّى الله عليه وسلّم خلق من الأرض، وقال غير أبي إسحاق: النطفة مخلوقة من التراب. يدلّ على هذا ظاهر القرآن.
[سورة طه (20) : آية 56]
وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَأَبى (56)
وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها المعنى: ولقد أرينا فرعون آياتنا التي أعطينا لموسى صلّى الله عليه وسلّم كلها. والفائدة في هذا أن فرعون رأى الآيات كلّها عيانا لا خبرا فَكَذَّبَ وَأَبى أن يؤمن.
[سورة طه (20) : آية 58]
فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (58)
فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً.
وقرأ الكوفيون سُوىً بضم السين، والكسر أشهر وأعرف «3» . قيل: معناه سوى ذلك المكان. وأهل التفسير على أن معنى سوى نصف وعدل، وهو قول حسن، وأصله من قولك: جلس في سواء الدار، أي في وسطها وفي سواها. ووسط كلّ شيء
__________
(1) انظر البحر المحيط 6/ 233، ومختصر ابن خالويه 87.
(2) انظ