13 - {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} -[985]-
جملة «يعملون» تفسيرية لعمل الجن بين يديه، الجار «من محاريب» متعلق بحال من «ما» ، الجار «كالجواب» متعلق بنعت لـ «جِفان» . «شكرا» مفعول به أي: اعملوا الطاعات، وسُمِّيَتْ أفعال الخير شكرا؛ لأنها من جملة أنواعه، وجملة «اعملوا» مقول القول لقول مقدر، وهذا القول مستأنف. وقوله «وقليل» : الواو مستأنفة، «قليل» خبر مقدم، و «الشكور» مبتدأ مؤخر، والجملة مستأنفة، والجار «من عبادي» متعلق بنعت لـ «قليل» .
إعراب القرآن للدعاس
بمحذوف حال «رَبِّهِ» مضاف إليه والهاء مضاف إليه «وَمِنَ» الواو استئنافية ومن شرطية مبتدأ «يَزِغْ» مضارع مجزوم فعل الشرط فاعله مستتر «مِنْهُمْ» متعلقان بحال محذوفة «عَنْ أَمْرِنا» متعلقان بالفعل قبلهما ونا مضاف إليه «نُذِقْهُ» مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وفاعله مستتر والهاء مفعوله وجملتا الشرط وجوابه خبر المبتدأ «مِنْ عَذابِ» متعلقان بالفعل قبلهما «السَّعِيرِ» مضاف إليه.
[سورة سبإ (34) : الآيات 13 الى 14]
يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ (13) فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ (14)
«يَعْمَلُونَ» مضارع وفاعله والجملة بدل من فعل يعمل المتقدم «لَهُ» متعلقان بالفعل قبلهما «ما» اسم موصول مفعول به «يَشاءُ» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة «مِنْ مَحارِيبَ» متعلقان بمحذوف حال «وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ» معطوف على محاريب «كَالْجَوابِ» متعلقان بمحذوف صفة لجفان والجفنة ما يوضع فيه الطعام والجواب الواسعة وتتسع لطعام ألف من الناس «وَقُدُورٍ» معطوف «راسِياتٍ» صفة «اعْمَلُوا» أمر وفاعله والجملة مستأنفة «آلَ» منادى بأداة نداء محذوفة التقدير يا آل «داوُدَ» منادى «شُكْراً» مفعول لأجله أو صفة لمفعول مطلق «وَقَلِيلٌ» الواو حالية وخبر مقدم «مِنْ عِبادِيَ» متعلقان بالخبر والياء مضاف إليه «الشَّكُورُ» مبتدأ مؤخر «فَلَمَّا» الفاء استئنافية ولما ظرفية «قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ» ماض وفاعله ومفعوله والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما والجملة مستأنفة «ما» نافية «دَلَّهُمْ» ماض ومفعوله والجملة لا محل لها لأنها جواب لما «عَلى مَوْتِهِ» متعلقان بالفعل «إِلَّا» أداة حصر «دَابَّةُ» فاعل دلهم «الْأَرْضِ» مضاف إليه «تَأْكُلُ» مضارع فاعله مستتر والجملة في محل نصب على الحال «مِنْسَأَتَهُ» مفعول به والمنسأة العصا التي يساق بها «فَلَمَّا» عاطفة ولما ظرف زمان أداة شرط غير جازمة «خَرَّ» ماض فاعله مستتر والجملة مضاف إليه «تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ» ماض وفاعله والتاء للتأنيث والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط
إعراب القرآن للنحاس
المعنى، فإن قال قائل: إذا قلت: أعطيت زيدا دينارا ولعمرو درهم، فرفعت لم يكن فيه كمعنى الأول، وجاز أن يكون لم تعطه الدرهم قيل: الأمر كذا الآية على خلاف هذا من المعنى قد علم أنه لم يسخّرها أحد غير الله جلّ وعزّ غُدُوُّها شَهْرٌ أي مسيرة شهر، وكذا وَرَواحُها شَهْرٌ وروى الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان سليمان صلّى الله عليه وسلّم إذا جلس نصبت حواليه أربعمائة ألف كرسيّ ثم جلس رؤساء الإنس مما يليه، وجلس سفلة الإنس مما يليهم، وجلس رؤساء الجنّ مما يلي سفلة الإنس وجلس سفلة الجن مما يليهم، وموكل بكلّ كرسي طائر يعمل بعينه ثم تقلّهم الريح والطير تظلّهم من الشمس، فيغدو من بيت المقدس إلى إصطخر فيقيل بها ثم يروح من إصطخر فيبيت في بيت المقدس ثمّ قرأ ابن عباس غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ. وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ «من» في وضع نصب بمعنى وسخرنا، ويجوز أن يكون في موضع رفع كما تقدّم في الريح. وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ شرط وجوابه. ومِنَ في موضع رفع بالابتداء وهو تام.
[سورة سبإ (34) : آية 13]
يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ (13)
يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ لم ينصرفا لأن هذا الجمع ليس له نظير في الواحد، ولا يجمع كما يجمع غيره من الجموع. والمحراب في اللغة كلّ موضع مرتفع وقيل للذي يصلّي إليه: محراب، لأنه يجب أن يرفّع ويعظّم، وقال الضحاك: «من محاريب» أي من مساجد وتماثيل، قال: صور فقال قوم: عمل الصور جائز لهذه الآية ولما أخبر الله جلّ وعزّ عن المسيح صلّى الله عليه وسلّم، وقال قوم: قد صحّ النهي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم عنها والتوعّد لمن عملها أو اتخذها فنسخ صلّى الله عليه وسلّم هذا ما كان مباحا قبله، وكانت في ذلك الحكمة لأنه بعث صلّى الله عليه وسلّم والصّور تعبد، وكان الأصلح إزالتها. وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ الأولى أن يكون بالياء، ومن حذف الياء قال: سبيل الألف واللام أن يدخلا في النكرة فلا يغيّرها عن حالها فلما كان يقال: «جواب» ودخلت الألف واللام أقرّ على حاله بحذف الياء وواحد الجوابي جابية وهي القدر العظيمة والحوض الكبير الذي يجبى إلي