[سورة يس (36) : آية 71]
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ (71)
«أَوَلَمْ» الهمزة للاستفهام والتوبيخ والواو حرف عطف عطفت على محذوف مقدر ألم يتفكروا ولم يروا. «يَرَوْا» مضارع مجزوم بلم وفاعله «أَنَّا» أن واسمها «خَلَقْنا» ماض وفاعله والجملة خبر والمصدر المؤول من أنا وما بعدها سدّ مسد مفعولي يروا «لَهُمْ» متعلقان بخلقنا «مِمَّا» متعلقان بمحذوف حال «عَمِلَتْ» ماض والجملة صلة «أَيْدِينا» فاعل «أَنْعاماً» مفعول به «فَهُمْ» الفاء حرف عطف ومبتدأ «لَها» متعلقان بمالكون «مالِكُونَ» خبر المبتدأ هم والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها.
[سورة يس (36) : آية 72]
وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ (72)
«وَذَلَّلْناها» الواو حرف عطف وماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها «لَهُمْ» متعلقان بذللناها «فَمِنْها» الفاء حرف عطف وتفريع ومنها خبر مقدم «رَكُوبُهُمْ» مبتدأ مؤخر «وَمِنْها» متعلقان بيأكلون «يَأْكُلُونَ» مضارع مرفوع وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها.
[سورة يس (36) : آية 73]
وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ (73)
«وَلَهُمْ» الواو حرف عطف ولهم متعلقان بخبر مقدم محذوف «فِيها» متعلقان بخبر محذوف أيضا «مَنافِعُ» مبتدأ مؤخر «وَمَشارِبُ» معطوفة على منافع «أَفَلا» الهمزة للاستفهام الإنكاري والفاء للاستئناف ولا نافية «يَشْكُرُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعل والجملة استئنافية لا محل لها.
[سورة يس (36) : آية 74]
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74)
«وَاتَّخَذُوا» الواو حرف عطف واتخذوا فعل ماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها «مِنْ دُونِ» متعلقان باتخذوا «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «آلِهَةً» مفعول به أول «لَعَلَّهُمْ» لعل واسمها والجملة تعليل للاتخاذ «يُنْصَرُونَ» مضارع مبني للمجهول مرفوع والواو نائب فاعل والجملة خبر.
[سورة يس (36) : آية 75]
لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (75)
«لا يَسْتَطِيعُونَ» لا نافية ومضارع مرفوع وفاعله والجملة حال «نَصْرَهُمْ» مفعول به «وَهُمْ» الواو حالية وهم مبتدأ «لَهُمْ» متعلقان بمحذوف حال «جُنْدٌ» خبر المبتدأ هم والجملة الاسمية حالية «مُحْضَ
إعراب القرآن للنحاس
لتنذر من كان حيّا ... هذه قراءة أهل المدينة «1» ، ومال إليها أبو عبيد، قال:
والشاهد لها «إنّما أنت منذر» وقراءة أبي عمرو وأهل الكوفة لِيُنْذِرَ يكون معناها لينذر الله جلّ وعزّ، أو لينذر القرآن، أو لينذر محمد صلّى الله عليه وسلّم. وقرأ محمد بن السميفع اليماني لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا قال جويبر عن الضحاك: «من كان حيّا» أي من كان مؤمنا أي لأن المؤمن بمنزلة الحيّ في قبوله ما ينفعه وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ أي يحقّ عليهم أن الله جلّ وعزّ يعذّبهم وإنما يحقّ عليهم هذا بعد كفرهم. وحكى بعض النحويين:
«لتنذر من كان حيّا» أي لتعلم من قولهم: نذرت بالقوم أنذر إذا علمت بهم فاستعددت لهم وحكي: ويحق القول على الكافرين بمعنى يوجب الحجة عليهم.
[سورة يس (36) : آية 71]
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ (71)
إن جعلت «ما» بمعنى الذي حذفت الهاء لطول الاسم، وإن جعلت «ما» مصدرا لم يحتج إلى إضمار الهاء. وواحد الأنعام نعم والنّعم مذكّر.
[سورة يس (36) : آية 72]
وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ (72)
فَمِنْها رَكُوبُهُمْ روى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قرأت فمنها ركوبتهم «2» قال أبو جعفر: حكى النحويون الكوفيون أنّ العرب تقول: امرأة صبور وشكور بغير هاء، ويقولون: شاة حلوبة، وناقة ركوبة لأنهم أرادوا أن يفرقوا بين ما كان له الفعل وبين ما كان الفعل واقعا عليه فحذفوا الهاء مما كان فاعلا، وأثبتوها فيما كان مفعولا، كما قال عنترة: [الكامل] 365-
فيها اثنتان وأربعون حلوبة ... سودا كخافية الغراب الأسحم «3»
فيجب على هذا أن يكون «ركوبتهم» فأما أهل البصرة فيقولون:
حذفت الهاء على النسب والحجة للقول الأول ما رواه الجرمي عن أبي عبيدة قال: الركوبة تكون للواحدة والجماعة، والركوب لا يكون إلّا للجماعة. فعلى هذا يكون على تذكير الجمع. وزعم أبو حاتم أنه لا يجوز «فمنها ركوبهم» بضم الراء لأنه مصدر والرّكوب ما يركب وأجاز الفراء «4» : «فمنها ركوبهم» بضم الراء، كما تقول:
فمنها أكلهم، ومنها شربهم.
[سورة يس (36) : آية 73]
وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ (73)
__________
(1) انظر كتاب السبعة لابن مجاهد 544، وتيسير الداني 150.
(2) مرّ الشاهد رقم (274) . [.....]
(3) انظر مجاز القرآن 2/ 165.
(4