سورة ص
[سورة ص (38) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ (3)
«ص» حرف لا محل له من الإعراب «وَالْقُرْآنِ» الواو حرف قسم القرآن مجرور بواو القسم وهما متعلقان بفعل أقسم المحذوف «ذِي» صفة للقرآن مجرورة بالياء «الذِّكْرِ»
مضاف إليه وجواب القسم محذوف «بَلِ» حرف عطف وإضراب «الَّذِينَ» مبتدأ «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة لا محل لها «فِي عِزَّةٍ» متعلقان بخبر محذوف «وَشِقاقٍ» الواو حرف عطف وشقاق معطوف على عزة والجملة الاسمية معطوفة على جملة محذوفة لا محل لها «كَمْ» خبرية في محل نصب مفعول به مقدم لأهلكنا «أَهْلَكْنا» ماض وفاعله «مِنْ قَبْلِهِمْ» متعلقان بأهلكنا «مِنْ قَرْنٍ» تمييز لكم «فَنادَوْا» الفاء حرف عطف وماض والواو فاعله «وَلاتَ» الواو حالية ولات حرف مشبه بليس يعمل عملها واسمها محذوف تقديره ليس الحين «حِينَ» خبرها منصوب «مَناصٍ» مضاف إليه وجملة نادوا معطوفة على ما قبلها لا محل لها وجملة الفعل الناقص في محل نصب حال.
[سورة ص (38) : الآيات 4 الى 6]
وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ (5) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ (6)
«وَعَجِبُوا» الواو حرف استئناف وماض وفاعله والجملة مستأنفة «أَنْ» مصدرية وهي وما بعدها مؤولة بمصدر مجرور بحرف جر محذوف «جاءَهُمْ» ماض ومفعوله «مُنْذِرٌ» فاعل مؤخر «مِنْهُمْ» متعلقان بصفة لمنذر «وَقالَ» الواو حرف عطف وماض «الْكافِرُونَ» فاعل مرفوع بالواو والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها «هذا» مبتدأ «ساحِرٌ» خبره والجملة مقول القول «كَذَّابٌ» خبر ثان. «أَجَعَلَ» الهمزة حرف استفهام إنكاري وماض وفاعله مستتر «الْآلِهَةَ» مفعول به أول «إِلهاً» مفعول به ثان «واحِداً» صفة والجملة مقول القول «إِنَّ هذا» إن واسمها «لَشَيْءٌ» اللام المزحلقة وشيء خبرها «عُجابٌ» صفة شيء «وَانْطَلَقَ» الواو حرف عطف وماض «الْمَلَأُ» فاعله «مِنْهُمْ» متعلقان بمحذوف حال «أَنِ» مصدرية مؤولة وما بعدها بمصدر في محل نصب مقول القول ا
إعراب القرآن للنحاس
38 شرح إعراب سورة ص
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة ص (38) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)
بإسكان الدال لأنها حروف تهجّ، والأجود عند سيبويه «1» فيها الإسكان. ولا تعرب لأن حكمها الوقوف عليها وقراءة الحسن صاد «2» بكسر الدال بغير تنوين ولقراءته مذهبان: أحدهما أنه من صادى يصادي إذا عارض، ومنه فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى [عبس: 6] فالمعنى صادي القرآن بعملك أي قابلة به. وهذا المذهب يروى عن الحسن أنه فسّر به قراءته رواية صحيحة عنه أنّ المعنى: اتله وتعرّض لقراءته. والمذهب الآخر أن تكون الدال مكسورة لالتقاء الساكنين. وقراءة عيسى بن عمر (صاد) بفتح الدال، له فيها ثلاثة مذاهب:
أحداهنّ أن يكون بمعنى اتل صاد. والثاني أن يكون فتح لالتقاء الساكنين، واختار الفتح للإتباع، الثالث أن يكون منصوبا على القسم بغير حروف. وقراءة ابن أبي إسحاق (صاد) بكسر الدال والتنوين على أن يكون مخفوضا على حذف حرف القسم. قال أبو جعفر:
وهذا بعيد وإن كان سيبويه قد أجاز مثله، ويجوز أن يكون مشبّها بما لا يتمكن من الأصوات وغيرها. وصاد إذا جعلته اسما للسورة لم ينصرف كما أنك إذا سمّيت مؤنثا بمذكّر لم ينصرف وإن قلّت حروفه. وَالْقُرْآنِ خفض بواو القسم بدل من الباء. ذِي الذِّكْرِ نعت وعلامة الخفض الياء، وهو اسم معتل والأصل فيه ذوي على فعل.
[سورة ص (38) : آية 2]
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ (2)
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا في موضع رفع بالابتداء. فِي عِزَّةٍ خبره أي في تكبّر وامتناع من قبول الحقّ، كما قال جلّ وعزّ: وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ [البقرة:
206] . وَشِقاقٍ من شاقّ يشاقّ إذا خالف، واشتقاقه أنه صار في شقّ غير الشقّ الآخر.
__________
(1) انظر الكتاب 3/ 294.
(2) انظر معاني الفراء 2/ 396.