سورة الأحقاف
[سورة الأحقاف (46) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3) قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (4)
وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ (5)
«حم» «تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ» سبق إعرابها في سورة الجاثية. «ما خَلَقْنَا» ما نافية وماض وفاعله «السَّماواتِ» مفعوله «وَالْأَرْضَ» معطوف على السموات «وَما» معطوف على الأرض «بَيْنَهُما» ظرف مكان «إِلَّا» حرف حصر «بِالْحَقِّ» متعلقان بمحذوف صفة مفعول مطلق محذوف وجملة ما خلقنا مستأنفة «وَأَجَلٍ» معطوف على الحق «مُسَمًّى» صفة «وَالَّذِينَ» حرف استئناف ومبتدأ «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «عَمَّا» متعلقان بمعرضون «أُنْذِرُوا» ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة صلة «مُعْرِضُونَ» خبر الذين والجملة الاسمية مستأنفة «قُلْ» أمر فاعله مستتر «أَرَأَيْتُمْ» الهمزة حرف استفهام وتوبيخ وماض وفاعله «ما» مفعوله والجملة مقول القول «تَدْعُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة «مِنْ دُونِ» متعلقان بمحذوف حال «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «أَرُونِي» أمر مبني على حذف النون والواو فاعله والنون للوقاية وياء المتكلم مفعوله وجملة أروني توكيد «ماذا» مفعول به مقدم لخلقوا «خَلَقُوا» ماض وفاعله «مِنَ الْأَرْضِ» متعلقان بمحذوف حال وجملة ماذا خلقوا مفعول أرأيتم الثاني «أَمْ» حرف عطف بمعنى بل للإضراب «لَهُمْ» جار ومجرور خبر مقدم «شِرْكٌ» مبتدأ مؤخر والجملة معطوفة على ما قبلها «فِي السَّماواتِ» متعلقان بشرك «ائْتُونِي» أمر مبني على حذف النون والواو فاعله والنون للوقاية وياء المتكلم مفعول به «بِكِتابٍ» متعلقان بالفعل «مِنْ قَبْلِ» متعلقان بمحذوف صفة كتاب «هذا» مضاف إليه «أَوْ» حرف عطف «أَثارَةٍ» معطوف على كتاب «مِنْ عِلْ
إعراب القرآن للنحاس
46 شرح إعراب سورة الأحقاف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الأحقاف (46) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3)
الَّذِينَ في موضع رفع بالابتداء ومن العرب من يقول: اللّذون في غير القرآن إذا كان موضع رفع.
[سورة الأحقاف (46) : آية 4]
قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (4)
قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قال الفراء «1» : وفي قراءة عبد الله قل أريتم من تدعون من دون الله يعني بالنون، «أريتم» لغة معروفة للعرب كثيرة، وأرأيتم الأصل، ولغة ثالثة أن يخفف الهمزة التي بعد الراء فتجعل بين بين. ومن قرأ «ما تدعون» جاء به على بابه لأنه للأصنام. ومن قرأ من فلأنهم قد عبدوها فأنزلوها منزلة ما يعقل.
وعلى هذا أجمعت القراء على أن قرءوا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ ولم يقرءوا خلقن ولا خلقت ولا لهنّ ولا لها. ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ وقرأ أبو عبد الرحمن السّلميّ أو أثرة «2» وحكى الفراء «3» لغة ثالثة وهي (أثرة) بفتح الهمزة وحكى الكسائي لغة رابعة وهي «أو أثرة» بضم الهمزة والمعنى في اللغات الثلاث عند الفراء واحد، والمعنى عند بقيّة من علم. ويجوز أن يكون المعنى عنده شيئا مأثورا من كتب الأولين. فأثارة عنده مصدر كالسّماحة والشّجاعة، وأثرة عنده بمعنى أثر كقولهم: قترة وقتر، وأثرة كخطفة. فأما الكسائي فإنه قال: أثارة وأثرة وأثرة كلّ ذلك تقول العرب،
__________
(1) انظر معاني الفراء 3/ 49.
(2) انظر البحر المحيط 8/ 56، والمحتسب 2/ 264.
(3) انظر معاني الفراء 3/ 50.