«فَأَنْزَلَ» الفاء حرف عطف وماض «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعله «سَكِينَتَهُ» مفعول به والجملة معطوفة على ما قبلها «عَلى رَسُولِهِ» متعلقان بالفعل «وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ» معطوف على ما قبله «وَأَلْزَمَهُمْ» ماض ومفعوله الأول والفاعل مستتر «كَلِمَةَ» مفعوله الثاني «التَّقْوى» مضاف إليه والجملة معطوفة على ما قبلها «وَكانُوا» الواو حرف عطف وكان واسمها «أَحَقَّ» خبرها «بِها» متعلقان بأحق «وَأَهْلَها» معطوف على أحق «وَكانَ اللَّهُ» الواو حرف استئناف وكان واسمها «بِكُلِّ» متعلقان بعليما «شَيْءٍ» مضاف إليه «عَلِيماً» خبر كان والجملة استئنافية لا محل لها «لَقَدْ» اللام واقعة في جواب قسم محذوف وقد حرف تحقيق «صَدَقَ» ماض «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعله «رَسُولَهُ» مفعول به «الرُّؤْيا» منصوب بنزع الخافض «بِالْحَقِّ» متعلقان بصدق والجملة جواب القسم لا محل لها «لَتَدْخُلُنَّ» لام جواب القسم المحذوف ومضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي الأمثال والواو المحذوفة فاعله والنون للتوكيد والجملة جواب قسم محذوف لا محل لها «الْمَسْجِدَ» مفعول به «الْحَرامَ» صفة «إِنْ» شرطية جازمة «شاءَ» ماض «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعله والجملة الفعلية ابتدائية لا محل لها وجواب الشرط محذوف لدلالة الكلام عليه «آمِنِينَ» حال «مُحَلِّقِينَ» حال ثانية «رُؤُسَكُمْ» مفعول به «وَمُقَصِّرِينَ» معطوف على محلقين «لا» نافية «تَخافُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة حالية «فَعَلِمَ» الفاء حرف عطف وماض فاعله مستتر «ما» مفعوله والجملة معطوفة على صدق «لَمْ تَعْلَمُوا» مضارع مجزوم بلم والواو فاعله والجملة صلة «فَجَعَلَ» ماض فاعله مستتر «مِنْ دُونِ» متعلقان بالفعل «ذلِكَ» مضاف إليه «فَتْحاً» مفعول به «قَرِيباً» صفة.
[سورة الفتح (48) : الآيات 28 الى 29]
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (28) مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوق
إعراب القرآن للنحاس
أن يكون الاستثناء لمن قتل منهم أو مات، وقد زعم بعض أهل اللغة أنّ المعنى لتدخلنّ المسجد الحرام إن شاء الله. وزعم أنه مثل قوله: وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [البقرة: 278] وأنّ مثله: وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون. وهذا قول لا يعرّج عليه، ولا يعرف أحد من النحويين «إن» بمعنى «إذ» وإنّما تلك «أن» فغلط وبينهما فصل في اللغة والأحكام عند الفقهاء والنحويين مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ نصب على الحال، وهي حال مقدرة. وزعم الفراء «1» أنه يجوز «محلّقون رؤوسكم ومقصّرون» بمعنى بعضكم كذا وبعضكم كذا وأنشد: [البسيط] 430-
وغودر البقل ملويّ ومحصود
«2»
[سورة الفتح (48) : آية 28]
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (28)
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ قيل: بالحجج والبراهين، وقيل: لا بد أن يكون هذا، وقيل: وقد كان لأن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعث والأديان أربعة فقهرت كلّها في وقته، وفي خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. وفي علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أن المعنى ليظهره على أمر الدّين كلّه أي ليبينه له.
قال أبو جعفر: هذا من أحسن ما قيل في الآية لأنه لا معارضة فيه.
[سورة الفتح (48) : آية 29]
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (29)
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ مبتدأ وخبره وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ مثله. وروى قرّة عن الحسن أنه قرأ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ «3» بالنصب على الحال وخبر «الذين» «تراهم» ، ويجوز أن يكون الذين في موضع نصب بإضمار فعل يفسّره تراهم. رُكَّعاً سُجَّداً على الحال. سِيماهُمْ ف