والميم للجمع. «إِذا» ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه المحذوف إذا حضر فشهادة «حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ» فعل ماض ومفعول به وفاعل والجملة في محل جر بالإضافة «حِينَ» ظرف زمان متعلق بحضر. «الْوَصِيَّةِ» مضاف إليه. «اثْنانِ» خبر شهادة «ذَوا» صفة مرفوعة بالألف «عَدْلٍ» مضاف إليه «مِنْكُمْ» متعلقان بمحذوف صفة ثانية لاثنان «أَوْ آخَرانِ» عطف على «اثْنانِ» «مِنْ غَيْرِكُمْ» متعلقان بمحذوف صفة لآخران. «إِنْ» حرف شرط جازم «أَنْتُمْ» فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده والجواب محذوف أي: إن أنتم ضربتم فآخران «ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ» فعل ماض تعلق به الجار والمجرور بعده والتاء فاعله، والجملة لا محل لها تفسيرية. «فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ» فعل ماض والتاء للتأنيث والكاف مفعوله ومصيبة فاعله والجملة معطوفة على الجملة الفعلية قبلها «الْمَوْتُ» مضاف إليه. «تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ» تحبسونهما فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور بعده والواو فاعله والهاء مفعوله.
الصلاة مضاف إليه، والجملة مستأنفة أو في محل رفع صفة ثانية لآخران وعلى ذلك فجملة «إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ» اعتراضية لا محل لها «فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ» فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور والألف فاعله والجملة معطوفة على ما قبلها. «إِنِ ارْتَبْتُمْ» فعل ماض والتاء فاعله والميم للجمع، وهو في محل جزم فعل الشرط وجواب الشرط محذوف أي فحلّفوهما، وجملة الشرط وجوابه اعتراضية لا محل لها «لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً» فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور وثمنا مفعوله وفاعله ضمير مستتر تقديره نحن والجملة لا محل لها جواب القسم «وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى» ذا خبر كان منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة، واسمها ضمير مستتر أي ولو كان الذي نشهد له، قربى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف، وجواب الشرط لو محذوف والتقدير ولو كان كذلك فلن نشتري به والجملة اعتراضية لا محل لها. «وَلا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللَّهِ» عطف على «لا نَشْتَرِي بِهِ» «إِنَّا» إن حرف مشبه بالفعل «نا» اسمها «إِذا» حرف جواب لا عمل له «لَمِنَ الْآثِمِينَ» جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر إن، واللام: المزحلقة والجملة تعليلية لا محل لها.
[سورة المائدة (5) : آية 107]
فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَي
إعراب القرآن للنحاس
لجام السهمي ولشهادتنا أحقّ من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين ثم أخذوا الجام وفيهم أنزلت هذه الآية «1» . شَهادَةُ بَيْنِكُمْ «2» رفع بالابتداء، وخبره اثْنانِ والتقدير شهادة اثنين مثل وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ [يوسف: 82] ويجوز أن يكون اثنان رفعا بفعلهما أي ليكن منكم أن يشهد اثنان، وقيل: «شهادة» رفع بإذا حضر لأنها شهادة مستأنفة ليست واقعة لكل الخلق أي عند حضور الموت والاثنان مرفوعان عند قائل هذا القول بمعنى أن يشهد اثنان ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ نعت. أَوْ آخَرانِ عطف مِنْ غَيْرِكُمْ. قال أبو جعفر: وقد ذكرنا ما فيه وأنه قيل:
من غيركم من غير أهل دينكم، وقيل: من غير أقربائكم والثاني أولى لأن المعنى أو آخران عدلان من غيركم. كذا يجب أن يكون معنى آخر في اللغة ولا يكون غير المسلم عدلا. إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ «أنتم» رفع بفعل مضمر مثل الثاني. تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ أي صلاة العصر وخصّت بهذا لأنه لا ركوع بعدها فالناس يتفرغون بعدها. فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ يعني المدّعى عليهما. إِنِ ارْتَبْتُمْ معترض والتقدير فيقسمان بالله يقولان لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً أي بقسمنا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى معترض أي ولو كان الميت ذا قربى. وَلا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللَّهِ متصل بقوله «ثمنا» وقرأ ابن محيصن إنّا إذا لملّاثمين «3» أدغم النون في اللّام.
وهذا رديء في العربية لأن اللام حكمها السكون وإن حرّكت فإنما الحركة للهمزة، ونظير هذا قراءة أبي عمرو ونافع وإنّه أهلك عادا لولى «4» [النجم: 51] . قال أبو جعفر: سمعت محمد بن الوليد يقول: سمعت أبا العباس محمد بن يزيد يقول: ما علمت أن أبا عمرو بن العلاء لحن في شيء في صميم العربية إلّا في حرفين أحدهما وإنّه أهلك عادا لّولى والآخرة يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ [آل عمران: 75] .
[سورة المائدة (5) : آية 107]
فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَمَا اعْتَدَيْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ (107)
فَإِنْ عُثِرَ في موضع جزم بالشرط يقال: منه عثرت عليه بالذنب أعثر عثورا وعثرت في المشي أعثر عثارا. فَآخَرانِ رفع بفعل مضمر. يَقُومانِ في موضع نعت. مَقامَهُما مصدر وتقديره مقاما مثل مقامهما ثم أقيم