79 - {كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}
قوله «لَبِئسَ ما كانوا» : اللام واقعة في جواب قسم مقدر، «بئس» : فعل ماضٍ جامد للذَّم، «ما» : اسم موصول فاعل، والمخصوص محذوف، أي: فِعْلُهم بترك النهي.
إعراب القرآن للدعاس
[سورة المائدة (5) : آية 79]
كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (79)
«كانُوا لا يَتَناهَوْنَ» إعرابها مثل «كانُوا يَعْتَدُونَ» ولا نافية «عَنْ مُنكَرٍ» متعلقان بالفعل قبلهما «فَعَلُوهُ» فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة في محل جر صفة لمنكر «لَبِئْسَ ما» اللام لام الابتداء وبئس فعل ماض جامد للذم وما الموصولة فاعله وجملة «كانُوا يَفْعَلُونَ» صلة الموصول لا محل لها وجملة يفعلون في محل نصب خبر كانوا، وجملة لبئس ابتدائية لا محل لها.
[سورة المائدة (5) : آية 80]
تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ (80)
«تَرى كَثِيراً» فعل مضارع ومفعوله والفاعل أنت، «مِنْهُمْ» متعلقان بكثير والجملة مستأنفة «يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا» يتولون فعل مضارع والواو فاعله واسم الموصول مفعوله والجملة في محل نصب حال وجملة «كَفَرُوا» صلة الموصول لا محل لها «لَبِئْسَ ما» تقدم إعرابها في الآية السابقة «قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ» قدمت فعل ماض تعلق به الجار والمجرور بعده وأنفسهم فاعله والجملة صلة الموصول لا محل لها «أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ» سخط كذلك فعل ماض تعلق به الجار والمجرور ولفظ الجلالة فاعله، والمصدر المؤول من هذا الفعل والحرف المصدري قبله في محل رفع مبتدأ خبره الفعل الجامد بئس والتقدير: سخط الله عليهم: بئس ما قدمته لهم أنفسهم. «وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ» الجار والمجرور في العذاب متعلقان بخبر المبتدأ خالدون والجملة الاسمية هم خالدون معطوفة على ما قبلها.
[سورة المائدة (5) : آية 81]
وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ وَلكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فاسِقُونَ (81)
«وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ» جملة كانوا ابتدائية لا محل لها وجملة يؤمنون خبر وجملة «وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ» معطوفة عليها «مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ» اتخذوهم فعل ماض والواو فاعله والهاء مفعوله الأول وأولياء مفعوله الثاني. «وَلكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فاسِقُونَ» لكن واسمها وخبرها ومنهم متعلقان باسمها، «كَثِيراً» والجملة معطوفة.
إعراب القرآن للنحاس
عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ أي أمر بلعنهم فلعنّاهم ولم ينصرف داود عليه السلام لأنه اسم أعجميّ لا يحسن فيه الألف واللام فإن حسنت في مثله ألف ولام انصرف نحو طاوس وراقود. ذلِكَ في موضع رفع بالابتداء أي ذلك اللعن. بِما عَصَوْا، ويجوز أن يكون على إضمار مبتدأ أي الأمر ذلك، ويجوز أن يكون في موضع نصب أي فعلنا ذلك بهم بعصيانهم واعتدائهم.
[سورة المائدة (5) : آية 79]
كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (79)
كانُوا لا يَتَناهَوْنَ مرفوع لأنه فعل مستقبل وهو في موضع نصب لأنه خبر كان. لَبِئْسَ لام توكيد. قال أبو إسحاق: المعنى لبئس شيئا فعلهم.
[سورة المائدة (5) : آية 80]
تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ (80)
تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا هم اليهود كانوا يتولّون المشركين وليسوا على دينهم. لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، (أن) في موضع رفع على إضمار مبتدأ، وقيل: بدل مما في «لبئس ما» ، ويجوز أن يكون في موضع نصب بمعنى لأن سخط الله. وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ ابتداء وخبر.
[سورة المائدة (5) : آية 81]
وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ وَلكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فاسِقُونَ (81)
فدلّ بهذا على أنّ من اتّخذ كافرا وليا فليس بمؤمن.
[سورة المائدة (5) : آية 82]
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (82)
لَتَجِدَنَّ لام قسم ودخلت النون على قول الخليل وسيبويه فرقا بين الحال والمستقبل. أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ مفعولان وعَداوَةً على البيان وكذا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى وفي هذا قولان: أحدهما أنهم لم يكونوا نصارى على الحقيقة ولا يجوز أن يمدح الله تعالى كافرا وإنما هم قوم كانوا يؤم