سورة الحشر
[سورة الحشر (59) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)
«سَبَّحَ» ماض «لِلَّهِ» متعلقان به «ما» فاعل «فِي السَّماواتِ» متعلقان بمحذوف صلة الموصول «وَما فِي الْأَرْضِ» معطوف على ما قبله والجملة ابتدائية لا محل لها «وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» مبتدأ وخبراه والجملة حالية.
[سورة الحشر (59) : آية 2]
هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ (2)
«هُوَ الَّذِي» مبتدأ وخبره والجملة استئنافية لا محل لها، «أَخْرَجَ» ماض وفاعله مستتر «الَّذِينَ» مفعوله والجملة صلة «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة الذين «مِنْ أَهْلِ» متعلقان بمحذوف حال «الْكِتابِ» مضاف إليه «مِنْ دِيارِهِمْ» متعلقان بأخرج «لِأَوَّلِ» متعلقان بأخرج أيضا «الْحَشْرِ» مضاف إليه «ما» نافية «ظَنَنْتُمْ» ماض وفاعله «أَنْ يَخْرُجُوا» مضارع منصوب بأن والواو فاعله والمصدر المؤول من أن والفعل سد مسد مفعولي ظننتم وجملة ظننتم استئنافية لا محل لها، «وَظَنُّوا» ماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «أَنَّهُمْ» أن واسمها «مانِعَتُهُمْ» خبرها «حُصُونُهُمْ» فاعل مانعتهم والمصدر المؤول من أن وما بعدها سد مسد مفعولي ظنوا. «مِنَ اللَّهِ» متعلقان بمانعتهم «فَأَتاهُمُ اللَّهُ» ماض ومفعوله ولفظ الجلالة فاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «مِنْ» حرف جر «حَيْثُ» ظرف مبني على الضم في محل جر والجار والمجرور متعلقان بأتاهم، «لَمْ يَحْتَسِبُوا» مضارع مجزوم بلم والواو فاعله والجملة في محل جر بالإضافة «وَقَذَفَ» معطوف على فأتاهم «فِي قُلُوبِهِمُ» متعلقان بالفعل «الرُّعْبَ» مفعول به، «يُخْرِبُونَ» مضارع وفاعله «بُيُوتَهُمْ» مفعوله «بِأَيْدِيهِمْ» متعلقان بالفعل «وَأَيْدِي» معطوف على أيديهم «الْمُؤْمِنِينَ» مضاف إليه والجملة استئنافية لا محل لها. «فَاعْتَبِرُوا» الفاء الفصيحة وأمر وفاعله والجملة جواب الشرط المقدر لا
إعراب القرآن للنحاس
59 شرح إعراب سورة الحشر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الحشر (59) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)
أي في انتقامه ممن عصاه. الْحَكِيمُ في تدبيره، وهُوَ مبتدأ والْعَزِيزُ خبره والْحَكِيمُ نعت للعزيز، ويجوز أن يكون خبرا ثانيا.
[سورة الحشر (59) : آية 2]
هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ (2)
هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا أي بمحمد صلّى الله عليه وسلّم مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ من اليهود وهم بنو النضير مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ صرفت أولا لأنه مضاف، ولو كان مفردا كان ترك الصرف فيه أولى على أنه نعت، ومن جعله غير نعت صرفه ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا «أن» في موضع نصب بظننتم، وهي تقوم مع صلتها مقام المفعولين عند النحويين إلّا محمد بن يزيد فإن أبا الحسن حكى لنا عنه أن المفعول الثاني محذوف، وكذا القول في وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا أي لم يظنّوا من قولهم: ما كان هذا في حسباني أي في ظني، ولا يقال: في حسابي لأنه لا معنى له هاهنا، ويجوز أن يكون معنى «لم يحتسبوا» لم يعلموا، وكذا قيل في قول الناس: حسيبه الله أي العالم بخبره والذي يجازيه الله جلّ وعزّ، وقيل معنى قولك: حسيبك الله كافيّ إياك الله. من قولهم: أحسبه الشيء، إذا كفاه، وقيل: حسيبك أي محاسبك مثل شريب بمعنى مشارب، وقيل: حسيبك أي مقتدر عليك، ومنه وكان الله على كل شيء حسيبا.
وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ومن قال: في قلوبهم الرّعب جاء به على الأصل «1»
__________
(1) انظر تيسير الداني 170 (قرأ أبو عمرو مشدّدا والباقون مخفّفا) .