سورة الأنعام
[سورة الأنعام (6) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)
«الْحَمْدُ لِلَّهِ» الحمد مبتدأ لله لفظ الجلالة مجرور باللام متعلقان بمحذوف خبره، والجملة الاسمية مستأنفة «الَّذِي» اسم موصول في محل جر صفة الله وجملة «خَلَقَ السَّماواتِ» الجملة صلة الموصول لا محل لها وجملة «وَجَعَلَ الظُّلُماتِ» معطوفة عليها «ثُمَّ الَّذِينَ» اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ وخبره جملة «يَعْدِلُونَ» «ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا» جملة كفروا صلة الموصول لا محل لها. «بِرَبِّهِمْ» متعلقان بكفروا أو بيعدلون أي يعدلون بربهم غيره، وجملة «الَّذِينَ» .. معطوفة على جملة الحمد لله..
[سورة الأنعام (6) : آية 2]
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2)
«هُوَ» ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ «الَّذِي» اسم موصول في محل رفع خبر والجملة مستأنفة «خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ» فعل ماض تعلق به الجار والمجرور بعده والكاف مفعوله، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. «ثُمَّ قَضى أَجَلًا» فعل ماض ومفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها «وَأَجَلٌ» الواو استئنافية. أجل مبتدأ «مُسَمًّى» صفة مرفوعة بالضمة المقدرة «عِنْدَهُ» ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر المبتدأ والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها. «ثُمَّ» حرف عطف. «أَنْتُمْ» ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ «تَمْتَرُونَ» مضارع والواو فاعله والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة أنتم تمترون معطوفة على الجملة قبلها.
[سورة الأنعام (6) : آية 3]
وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ (3)
«وَهُوَ» ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ «اللَّهُ» لفظ الجلالة خبره مرفوع «فِي السَّماواتِ» متعلقان بالخبر بحمله على المشتق أي المعبود «وَفِي الْأَرْضِ» عطف، والجملة الاسمية هو الله مستأنفة لا محل لها. «يَعْلَمُ سِرَّكُمْ» فعل مضارع ومفعوله والفاعل ضمير مستتر تقديره هو والجملة في محل نصب حال، أو في محل رفع خبر ثان «وَجَهْرَكُمْ» عطف على سركم. «وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ»
إعراب القرآن للنحاس
الجزء الثاني
6 شرح إعراب سورة الأنعام
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الأنعام (6) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)
الْحَمْدُ لِلَّهِ ابتداء وخبر. قال أبو جعفر: وقد ذكرنا بأكثر من هذا في «أمّ القرآن» والمعنى: قولوا الحمد لله. الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ نعت. وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ بمعنى خلق فإذا كانت جعل بمعنى خلق لم تتعدّ إلا إلى مفعول واحد. ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ابتداء وخبر ومن العرب من يقول: الذون والمعنى ثم الذين كفروا يجعلون لله عزّ وجلّ عدلا وشريكا وهو خلق هذه الأشياء وحده.
[سورة الأنعام (6) : آية 2]
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2)
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ابتداء وخبر وفي معناه قولان: أحدهما هو الذي خلق أصلكم يعني آدم صلّى الله عليه وسلّم، والآخر تكون النطفة خلقها الله جلّ وعزّ من طين على الحقيقة ثم قلبها حتى كان الإنسان منها. ثُمَّ قَضى أَجَلًا مفعول. وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ابتداء وخبر. وقال الضحّاك: قضى أجلا يعني أجل الموت وأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ أجل القيامة فالمعنى على هذا أحكم أجلا وأعلمكم أنكم تقيمون إلى الموت ولم يعلمكم بأجل القيامة وقيل: قضى أجلا ما أعلمناه من أنه لا نبيّ بعد محمد صلّى الله عليه وسلّم وَأَجَلٌ مُسَمًّى أمر الآخرة، وقيل: قضى أجلا ما نعرفه من أوقات الأهلّة والزروع وما أشبههما، وأجل مسمّى أجل الموت لا يعلم الإنسان متى يموت. ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ ابتداء وخبر أي تشكّون في أنه إله واحد وقيل: تمارون في ذلك.
[سورة الأنعام (6) : آية 3]
وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ (3)
وَهُوَ اللَّهُ ابتداء وخبر. قال أبو جعفر: وقد ذكرناه ومن أحسن ما قيل فيه: أنّ المعنى: وهو الله يعلم سرّكم وجهركم في السموات وفي الأرض. وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ (ما) في موضع نصب يعلم.