57 - {وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}
جملة «كلوا» مقول القول لقول مقدر أي: وقلنا لهم: كلوا، وجملة المقدر معطوفة على جملة «أنزلنا» . «ما» اسم موصول مضاف إليه. جملة «وما ظلمونا» معطوفة على جملة مقدرة مستأنفة أي: فكفروا هذه النعم وما، وجملة «ولكن كانوا» معطوفة على جملة «ما ظلمونا» . «أنفسهم» -[22]- مفعول «يظلمون» . وجملة «يظلمون» في محل نصب خبر كان. و «كُلوا» أمر من أكل، على وزن عُلوا. الأصل اؤكلوا حذفت الهمزة على غير قياس، ولما حذفت استغني عن همزة الوصل لزوال الهمزة الساكنة، ثم أسند إلى واو الجماعة.
إعراب القرآن للدعاس
«تَشْكُرُونَ» الجملة في محل رفع خبر لعل. والجملة الاسمية لعلكم حالية.
[سورة البقرة (2) : الآيات 57 الى 58]
وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57) وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)
«ظَلَّلْنا» جعلناه يظل. «الْغَمامَ» السحاب. «الْمَنَّ» نوع من النبات يستعمل طعاما. «السَّلْوى» نوع من الطير. «حِطَّةٌ» لتغفر لنا.
«وَظَلَّلْنا» الواو عاطفة، ظللنا فعل ماض ونا فاعل. «عَلَيْكُمُ» جار ومجرور متعلقان بظللنا. «الْغَمامَ» مفعول به والجملة معطوفة. «وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى» مثل الجملة السابقة لها وهي معطوفة عليها. «كُلُوا» فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعل، والجملة مفعول به لفعل قلنا المحذوف.
«مِنْ طَيِّباتِ» متعلقان بالفعل كلوا. «ما» اسم موصول في محل جر بالإضافة. «رَزَقْناكُمْ» فعل ماض وفاعل ومفعول به، والجملة لا محل لها صلة الموصول. وجملة قلنا المحذوفة معطوفة. «وَما ظَلَمُونا» ما نافية ظلموا فعل ماض وفاعل ونا مفعول به والجملة معطوفة على المحذوف فظلموا أنفسهم وما ظلمونا. «وَلكِنْ» الواو حالية لكن حرف استدراك. «كانُوا» فعل ماض ناقص والواو اسمها.
«أَنْفُسَهُمْ» مفعول به مقدم ليظلمون. «يَظْلِمُونَ» فعل مضارع وفاعل والجملة خبر كانوا. وجملة كانوا حالية. «وَإِذْ» تكرر إعرابها. «قُلْنَا» فعل ماض وفاعل. «ادْخُلُوا» فعل أمر وفاعل والجملة مقول القول. وجملة قلنا مضاف إليه. «هذِهِ» اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به على السعة. وقيل منصوب على الظرفية المكانية. «الْقَرْيَةَ» بدل منصوب. «فَكُلُوا» الجملة معطوفة على ادخلوا. «مِنْها» الجار والمجرور تعلقان بكلوا. «حَيْثُ» مفعول فيه ظرف مكان مبني على الضم متعلق بالفعل وقيل بمحذوف حال متنقلين حيث شئتم. «شِئْتُمْ» فعل ماض وفاعل والجملة في محل جر بالإضافة. «رَغَداً» حال منصوبة. «وَادْخُلُوا» معطوفة على كلوا. «الْبابَ» مفعول به على السعة.
«سُجَّداً» حال منصوبة. «وَقُولُوا» معطوفة على ادخلوا. «حِطَّةٌ» خبر لمبتدأ محذوف تقديره شأن
إعراب القرآن للنحاس
[سورة البقرة (2) : آية 57]
وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)
قال الأخفش سعيد: واحد الْغَمامَ غمامة كسحابة وسحاب. قال الفراء: يجوز غمائم. وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ نصب بوقوع الفعل عليه وَالسَّلْوى عطف ولا يتبيّن فيه الإعراب لأنه مقصور ووجب هذا في المقصور كلّه لأنّه لا يخلو من أن يكون في آخره ألف. قال الخليل: والألف حرف هوائي لا مستقر له فأشبه الحركة فاستحالت حركته، وقال الفراء: لو حرّكت الألف لصارت همزة. قال الأخفش: «المنّ» جمع لا واحد له مثل الخير والشر و «السلوى» لم يسمع له بواحد ولو قيل: على القياس لكان يقال: في واحدة سلوى كما يقال: سماني وشكاعى «1» في الواحد والجميع. كُلُوا أمر، مِنْ طَيِّباتِ خفض بمن، ما رَزَقْناكُمْ خفض بالإضافة.
[سورة البقرة (2) : آية 58]
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا حذفت الألف من «قلنا» لسكونها وسكون الدال بعدها والألف التي يبتدأ بها قبل الدال ألف وصل لأنها من يدخل. فَكُلُوا عطف عليه. رَغَداً نعت لمصدر محذوف أي أكلا رغدا، ويجوز أن يكون في موضع الحال. وَادْخُلُوا عطف. سُجَّداً نصب على الحال. وَقُولُوا عطف، حِطَّةٌ على إضمار مبتدأ.
قال الأخفش: وقرئت حِطَّةٌ نصبا على أنها بدل من الفعل. قال أبو جعفر: الحديث عن ابن عباس أنهم قيل لهم: «قولوا لا إله إلا الله» وفي حديث آخر عنه قيل لهم:
«قولوا مغفرة» تفسير للنصب أي قولوا شيئا يحطّ عنكم ذنوبكم كما تقول: قل خيرا.
وحديث ابن مسعود «قالوا حطة» تفسير على الرفع وهو أولى في اللغة والأئمة من القراء على الرفع، وإنما صار أولى في اللغة لما حكي عن العرب في معنى بدّل قال أحمد بن يحيى: يقال: بدّلت الشيء. أي غيّرته ولم أزل عينه وأبدلته أزلت عينه وشخصه كما قال أبو النجم: [الرجز] 23-
عزل الأمير المبدل «2»
وقال الله جلّ وعزّ: قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ [يونس: 15]
__________
(1) شكاعي: نبت صغير.
(2) الشاهد لأبي النجم في معاني الفراء 2/ 259،