18 - {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ}
جملة «إنَّا سخَّرنا» مستأنفة، جملة «يسبِّحن» حال من «الجبال» ، قوله «معه» : ظرف مكان متعلق بـ «يسبحن» ، وكذا «بالعشي» .
إعراب القرآن للدعاس
«وَما» الواو حرف استئناف وما نافية «يَنْظُرُ» مضارع مرفوع «هؤُلاءِ» اسم الإشارة فاعله «إِلَّا» حرف حصر «صَيْحَةً» مفعول به «واحِدَةً» صفة لصيحة «ما» نافية عاملة عمل ليس «لَها» الجار والمجرور خبر مقدم «مِنْ» حرف جر زائد «فَواقٍ» مجرور لفظا مرفوع محلا اسم ما والجملة في محل نصب صفة ثانية لصيحة. «وَقالُوا» الواو حرف استئناف وماض وفاعله «رَبَّنا» منادى مضاف «عَجِّلْ» فعل دعاء فاعله مستتر «لَنا» الجار والمجرور متعلقان بعجل وجملة النداء مقول القول وجملة قالوا استئنافية لا محل لها «قِطَّنا» مفعول به «قَبْلَ» ظرف زمان «يَوْمِ» مضاف إليه «الْحِسابِ» مضاف إليه ثان «اصْبِرْ» أمر وفاعل مستتر «عَلى ما» جار ومجرور متعلقان باصبر «يَقُولُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعل والجملة صلة «وَاذْكُرْ» الواو حرف عطف وأمر فاعله مستتر «عَبْدَنا» مفعول به «داوُدَ» بدل منه «ذَا» صفة لداود «الْأَيْدِ» مضاف إليه «إِنَّهُ» إن واسمها «أَوَّابٌ» خبرها والجملة تعليلية.
[سورة ص (38) : الآيات 18 الى 21]
إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ (20) وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (21)
«إِنَّا» إن واسمها «سَخَّرْنَا» ماض وفاعله «الْجِبالَ» مفعوله والجملة خبر إن «مَعَهُ» ظرف مكان والهاء مضاف إليه «يُسَبِّحْنَ» مضارع ونون النسوة فاعله والجملة حال «بِالْعَشِيِّ» متعلقان بيسبحن «وَالْإِشْراقِ» معطوفة على العشي والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها «وَالطَّيْرَ» الواو حرف عطف والطير معطوفة على الجبال «مَحْشُورَةً» حال منصوبة «كُلٌّ» مبتدأ «لَهُ» متعلقان بالخبر «أَوَّابٌ» خبر «وَشَدَدْنا» الواو حرف عطف وماض وفاعله «مُلْكَهُ» مفعول به والهاء في محل جر بالإضافة والجملة معطوفة على سخرنا فهي مثلها في محل رفع «وَآتَيْناهُ» الواو حرف عطف وماض وفاعله ومفعوله الأول «الْحِكْمَةَ» مفعوله الثاني والجملة معطوفة على ما قبلها فهي مثلها في محل رفع أيضا «وَفَصْلَ» معطوف على الحكمة «الْخِطابِ» مضاف إليه «وَهَلْ» الواو حرف استئناف وهل حرف استفهام وتعجب «أَتاكَ نَبَأُ» ماض ومفعوله وفاعله «الْخَصْمِ» مضاف إليه «إِذْ» ظرف زمان «تَسَوَّرُوا» ماض وفاعله «الْمِحْ
إعراب القرآن للنحاس
مرّة» «1» ويقال: آب يؤوب إذا رجع، كما قال: [مخلع البسيط] 379-
وكلّ ذي غيبة يؤوب ... وغائب الموت لا يؤوب «2»
[سورة ص (38) : آية 18]
إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ (18)
إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ في موضع نصب على الحال. ويروى أنها كانت تجيبه بالتسبيح، وقيل: سخّرها الله جلّ وعزّ لتسير معه فذلك تسبيحها لأنها دالّة على تنزيه الله جلّ وعزّ عن شبه المخلوقين. بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ من أشرقت الشمس إذا أضاءت وصفت. وعن ابن عباس قال: صلاة الضحى مذكورة في كتاب الله جلّ وعزّ، وقرأ «يسبّحن بالعشيّ والإشراق» .
[سورة ص (38) : الآيات 19 الى 20]
وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ (20)
إِنَّا سَخَّرْنَا معطوف على الجبال. قال الفراء «3» : ولو قرئ (والطّير محشورة) لجاز لأنه لم يظهر الفعل، وكذا لو قرئ (وشددنا ملكه) وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ فعولان وَفَصْلَ الْخِطابِ معطوف عليه.
[سورة ص (38) : آية 21]
وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (21)
وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ وبعده إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ لأنّ الخصم يؤدّي عن الجمع وهو مصدر في الأصل من خصمته خصما. وحقيقته في العربية إذا قلت: القوم خصم له، معناه ذوو خصم ثم أقمت المضاف إليه مقام المضاف، وقد يقال: خصوم كما يقال: عدول.
[سورة ص (38) : آية 22]
إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ (22)
إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فجاءت إذ مرتين لأنهما فعلان، وزعم الفراء «4» إحداهما بمعنى «لمّا» . وقول آخر أن تكون الثانية وما بعدها تبيينا لما قبلها. قالُوا لا تَخَفْ حذفت الضمة من الفاء للجزم، وحذفت الألف المنقلبة من الواو لئلا يلتقي ساكنان خَصْمانِ وقبل هذا إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ لأن اثنين جمع. قال الخليل رحمه الله:
كما تقول: نحن فعلنا، إذا كنتما اثنين، وقال الكسائي: جمع لما كان خبرا فلما انقضى
__________
(1) أخرجه أبو داود في سننه- الصلاة رقم الحديث (1515) ، وابن ماجة في سننه الحديث رقم (3815) .
(2) الشاهد لعبيد بن الأبرص في ديوانه ص 16، ولسان