[سورة الأحقاف (46) : الآيات 34 الى 35]
وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (34) فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ (35)
«وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ» سبق إعرابها في الآية 20 «أَلَيْسَ» الهمزة حرف استفهام توبيخي وليس فعل ماض ناقص «هذا» اسمها «بِالْحَقِّ» مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس والجملة مقول قول مقدر «قالُوا» ماض وفاعله «بَلى» حرف جواب والجملة مستأنفة «وَرَبِّنا» جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره نقسم بربنا «قالَ» ماض فاعله مستتر والجملة مستأنفة «فَذُوقُوا» الفاء الفصيحة وأمر مبني على حذف النون والواو فاعله «الْعَذابَ» مفعوله والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها «بِما» متعلقان بذوقوا «كُنْتُمْ» كان واسمها «تَكْفُرُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة خبر كنتم «فَاصْبِرْ» حرف استئناف وأمر فاعله مستتر والجملة مستأنفة «كَما» الكاف حرف تشبيه وجر وما مصدرية «صَبَرَ» ماض «أُولُوا» فاعل «الْعَزْمِ» مضاف إليه «مِنَ الرُّسُلِ» جار ومجرور حال وما والفعل في تأويل مصدر في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلقان بالفعل «وَلا تَسْتَعْجِلْ» الواو حرف عطف ولا ناهية ومضارع مجزوم بلا «لَهُمْ» متعلقان بالفعل «كَأَنَّهُمْ» كأن واسمها «يَوْمَ» ظرف زمان «يَرَوْنَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة في محل جر بالإضافة «ما» مفعول به «يُوعَدُونَ» مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة صلة «لَمْ يَلْبَثُوا» مضارع مجزوم بلم والواو فاعله والجملة الفعلية خبر كأن والجملة الاسمية مستأنفة «إِلَّا» حرف حصر «ساعَةً» ظرف زمان «مِنْ نَهارٍ» جار ومجرور صفة «بَلاغٌ» خبر مبتدأ محذوف تقديره هذا القرآن بلاغ «فَهَلْ» الفاء حرف استئناف وهل حرف استفهام «يُهْلَكُ» مضارع مبني للمجهول «إِلَّا» حرف حصر «الْقَوْمُ» نائب فاعل «الْفاسِقُونَ» صفة.
إعراب القرآن للنحاس
قول صحيح وسمعت علي بن سليمان يشرحه شرحا بيّنا، قال الباء تدخل في النفي فتقول: ما زيد بقائم، فإذا دخل الاستفهام على النفي لم يغيره عمّا كان عليه فتقول: أما زيد بقائم، فكذا «بقادر» لأن قبله حرف نفي وهو «لم» وقال أبو إسحاق: الباء تدخل في النفي ولا تدخل في الإيجاب تقول: ظننت زيدا منطلقا، ولا يجوز: ظننت زيدا بمنطلق فإن جئت بالنفي قلت: ما ظننت زيدا بمنطلق، فكذا قوله جلّ وعزّ: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ والمعنى: أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر في رويّتهم وفي علمهم. قال أبو جعفر: فإن قال قائل: لم صارت الباء في النفي ولا تكون في الإيجاب؟ فالجواب عند البصريين أنها دخلت توكيدا للنفي لأنه قد يجوز ألّا يسمع المخاطب «ما» أو يتوهّم الغلط فإذا جئت بالباء علم أنه نفي. وأما قول الكوفيين الباء في النفي حذاء اللام في الإيجاب.
[سورة الأحقاف (46) : آية 34]
وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (34)
وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ بمعنى واذكر يوما.
[سورة الأحقاف (46) : آية 35]
فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ (35)
بَلاغٌ في معناه قولان: أحدهما أنه بمعنى قليل. يقال: ما معه من الزاد إلّا بلاغ أي قليل، والقول الآخر: أن المعنى فيما وعظوا به بلاغ، كما قال الأخفش. قال بعضهم: البلاغ القرآن. وهو مرفوع على إضمار مبتدأ أي ذلك بلاغ، ومن نصبه جعله مصدرا أو نعتا لساعة. فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ أي من فسق في الدنيا. ويقال: إنّ هذه الآية من أرجى آية في القرآن إلّا أن ابن عباس قال: أرجى آية في القرآن وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ [الرعد: 6] .