16 - {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}
«كمثل» إعرابها كنظيرها في الآية السابقة، «إذ» ظرف متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر، جملة الشرط معطوفة على جملة «قال» ، الجار «منك» متعلق بـ «بريء» ، جملة «إني أخاف» مستأنفة في حيز القول.
إعراب القرآن للدعاس
[سورة الحشر (59) : آية 16]
كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (16)
«كَمَثَلِ» سبق إعرابها «الشَّيْطانِ» مضاف إليه «إِذْ» ظرف لما مضى من الزمان «قالَ» ماض فاعله مستتر والجملة في محل جر بالإضافة «لِلْإِنْسانِ» متعلقان بالفعل «اكْفُرْ» أمر فاعله مستتر والجملة مقول القول «فَلَمَّا» الفاء حرف استئناف ولما ظرفية حينية «كَفَرَ» ماض فاعله مستتر والجملة في محل جر بالإضافة «قالَ» ماض فاعله مستتر وجملة قال جواب لما لا محل لها. «إِنِّي» إن واسمها «بَرِيءٌ» خبرها «مِنْكَ» متعلقان ببريء والجملة مقول القول «إِنِّي» إن واسمها «أَخافُ» مضارع فاعله مستتر والجملة الفعلية خبر إن «اللَّهَ» لفظ الجلالة مفعول به «رَبَّ» بدل من الله «الْعالَمِينَ» مضاف إليه.
[سورة الحشر (59) : آية 17]
فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (17)
«فَكانَ» الفاء حرف استئناف وماض ناقص «عاقِبَتَهُما» خبر كان المقدم «أَنَّهُما» أن واسمها «فِي النَّارِ» خبرها والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها في محل رفع اسم كان المؤخر «خالِدَيْنِ» حال «فِيها» متعلقان بخالدين «وَذلِكَ جَزاءُ» مبتدأ وخبره «الظَّالِمِينَ» مضاف إليه والجملة استئنافية لا محل لها.
[سورة الحشر (59) : آية 18]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (18)
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» سبق إعرابها «اتَّقُوا اللَّهَ» أمر وفاعله ومفعوله والجملة ابتدائية لا محل لها، «وَلْتَنْظُرْ» مضارع مجزوم بلام الأمر والجملة معطوفة على ما قبلها «نَفْسٌ» فاعل «ما» مفعول به «قَدَّمَتْ» ماض فاعله مستتر والجملة صلة ما «لِغَدٍ» متعلقان بالفعل، «وَاتَّقُوا اللَّهَ» معطوفة على ما قبلها، «إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ» إن واسمها وخبرها والجملة تعليل «بِما» متعلقان بخبير «تَعْمَلُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة.
[سورة الحشر (59) : آية 19]
وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (19)
«وَلا تَكُونُوا» الواو حرف عطف ومضارع ناقص مجزوم بلا الناهية والواو اسمه «كَالَّذِينَ» خ
إعراب القرآن للنحاس
وهؤلاء جميعا ممن كان قبلهم. قَرِيباً نعت لظرف ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ أي ذاقوا عذاب الله على كفرهم وعصيانهم وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ أي في الآخرة.
[سورة الحشر (59) : آية 16]
كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (16)
الكاف في موضع رفع أي مثل المنافقين في غرورهم بني النضير ومثل بني النضير في قلوبهم منهم كمثل الشيطان. وفي معناه قولان: أحدهما أنه شيطان بعينه غرّ راهبا.
وفي هذا حديث مسند قد ذكرناه، وهكذا روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
والقول الآخر أن يكون الشيطان هاهنا اسما للجنس، وكذا الإنسان، كما روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: هي عامّة.
[سورة الحشر (59) : آية 17]
فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (17)
عاقِبَتَهُما خبر كان وأن وصلتها اسمها. وقرأ الحسن فَكانَ عاقِبَتَهُما بالرفع، جعلها اسم كان، وذكّرها لأن تأنيثها غير حقيقي خالِدَيْنِ فِيها على الحال.
وقد اختلف النحويون في الظرف إذا كرّر فقال سيبويه «1» : هذا باب ما يثنّى فيه المستقرّ توكيدا فعلى قوله نقول: إن زيدا في الدار جالسا فيها وجالس لا يختار أحدهما على صاحبه، وقال غيره: الاختيار النصب لئلا يلغى الظرف مرتين، وقال الفرّاء: «2» إنّ النصب هاهنا هو كلام العرب قال: تقول: هذا أخوك في يده درهم قابضا عليه، والعلّة عنده في وجوب النصب أنه لا يجوز أن يقدّم من أجل الضمير فإن قلت: هذا أخوك في يده درهم قابض على دينار، جاز الرفع والنصب، وأنشد في ما يكون منصوبا:
[الكامل] 476-
والزّعفران على ترائبها ... شرقا به اللّبّات والنّحر
«3» قال أبو جعفر: وهذا التفريق عند سيبويه لا يلزم منه شيء، وقد قال سيبويه: لو كانت التثنية تنصب لنصبت. في قولك: عليك زيد حريص عليك. وهذا من أحسن ما قيل في هذا وأبينه لأنه بيّن أن التكرير لا يعمل شيئا. وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ قيل:
يعني به بني النضير لأن نسق الآية فيهم، وكلّ كافر ظالم.
__________
(1) انظر الكتاب 2/ 123.
(2) انظر معاني الفراء 3/ 147.
(3) الشاهد للمخبّل السعدي في ديوانه 293، ولسان العرب (شرق) ، وتاج العروس (شرق) ، وبلا نسبة في تاج العروس (ترب) ، ولسان العرب (ترب) ، والمخصص 2/ 20. [.....]