سورة المعارج
[سورة المعارج (70) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (1) لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ (3)
«سَأَلَ سائِلٌ» ماض وفاعله «بِعَذابٍ» متعلقان بالفعل «واقِعٍ» صفة عذاب والجملة ابتدائية لا محل لها «لِلْكافِرينَ» متعلقان بسأل «لَيْسَ» ماض ناقص «لَهُ» متعلقان بمحذوف خبر ليس المقدم «دافِعٌ» اسم ليس المؤخر والجملة صفة ثانية لعذاب «مِنَ اللَّهِ» متعلقان بواقع «ذِي» صفة لفظ الجلالة «الْمَعارِجِ» مضاف إليه.
[سورة المعارج (70) : آية 4]
تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)
«تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ» مضارع وفاعله والجملة استئنافية لا محل لها «وَالرُّوحُ» معطوف على ما قبله «إِلَيْهِ» متعلقان بالفعل «فِي يَوْمٍ» متعلقان بمحذوف تقديره يقع «كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ» كان واسمها وخبرها «أَلْفَ سَنَةٍ» تمييز مضاف إلى سنة والجملة صفة يوم.
[سورة المعارج (70) : الآيات 5 الى 7]
فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً (6) وَنَراهُ قَرِيباً (7)
«فَاصْبِرْ صَبْراً» الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر ومفعول مطلق «جَمِيلًا» صفة والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها «إِنَّهُمْ» إن واسمها «يَرَوْنَهُ» مضارع وفاعله والهاء مفعوله الأول «بَعِيداً» مفعوله الثاني والجملة الفعلية خبر إن والجملة الاسمية تعليلية لا محل لها «وَنَراهُ» مضارع ومفعوله الأول والفاعل مستتر «قَرِيباً» مفعوله الثاني والجملة معطوفة على ما قبلها.
[سورة المعارج (70) : الآيات 8 الى 10]
يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (10)
«يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ» ظرف زمان ومضارع ناقص واسمه «كَالْمُهْلِ» متعلقان بمحذوف خبر تكون والمهل:
ذائب الفضة والجملة في محل جر بالإضافة «وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ» الجملة معطوفة والعهن الصوف «وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً» لا نافية ومضارع وفاعله ومفعوله الأول والمفعول الثاني محذوف تقديره شفاعته والجملة معطوفة على ما قبلها.
[سورة المعارج (70) : آية 11]
يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11)
«يُبَصَّرُونَهُمْ» مضار
إعراب القرآن للنحاس
70 شرح إعراب سورة سأل سائل (المعارج)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة المعارج (70) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (1)
سَأَلَ سائِلٌ هذه قراءة أهل الكوفة وأهل البصرة يهمزها جميعا، وقرأ أبو جعفر والأعرج ونافع سَأَلَ سائِلٌ «1»
الأول بغير همز والثاني مهموز، وهذه القراءة لها وجهان: أحدهما أن يكون «سال» من السيل أي انصبّ، والآخر أن يقال: سال بمعنى سأل لا أنه منه لأن هذا ليس بتخفيف الهمز لو كان منه إنما يكون على البدل من الهمز، وذلك بعيد شاذّ. قال أبو جعفر: ورأيت علي بن سليمان يذهب إلى أنه من الهمز، وإنه إنما غلط فيه على نافع وإنه إنما كان يأتي بالهمزة بين بين. قال أبو جعفر:
وهذا تأويل بعيد وتغليط لكل من روى عن نافع، والقول فيه أن سيبويه حكى: سلت أسأل بمعنى سألت فالأصل في سال سول فلما تحركت الواو وتحرك ما قبلها قلبت ألفا، ومثله خفت. وسائل مهموز على أصله إن كان من سأل وإن كان من سال فالأصل في ساول فاعل فقلبت الواو ألفا وقبلها ألف ساكنة ولا يلتقي ساكنان فأبدل من الألف همزة مثل صائم وخائف بِعَذابٍ واقِعٍ.
[سورة المعارج (70) : آية 2]
لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (2)
لِلْكافِرينَ قول الفراء «2»
أن التقدير بعذاب للكافرين، ولا يجوز عنده أن يكون للكافرين متعلقا بواقع. قال أبو جعفر: وظاهر القرآن على غير ما قال وأهل التأويل على غير قوله. قال مجاهد: وواقع في الآخرة، وقال الحسن: أنزل الله جلّ وعزّ:
سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ فقالوا لمن هو على من يقع؟ فأنزل الله تعالى: لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ.
__________
(1) انظر البحر المحيط 8/ 326، وتيسير الداني 174.
(2) انظر معاني الفراء 3/ 183. [.....]